إلى عروستنا الغالية رضوى خيرت وعريسها عبد الرحمن علي..
إلى أبنائي وأبناء كل الإخوان المسلمين وكل الشرفاء اليوم..
إلى أسرتي الغالية الصابرة والصامدة وأسرة العريس الفاضلة..
إلى أساتذتي وإخواني الأفاضل الكرام..
إلى شيوخ ورجال وشباب.. نساء وبنات وأطفال الإخوان المسلمين..
إلى كلِّ الشرفاء في أمتنا وفي العالم..
إلى كلِّ العاملين في سبيل نهضة أمتنا واستعادة أمجادها..
إلى كلِّ من يشاركنا فرحتنا بزواج ابنتنا الحبيبة وعريسها اليوم.. سواء من جاءنا يشاركنا فرحتنا أو أرسل مهنئًا أو دعا لنا بظهر الغيب..
إلى كلِّ من دعم ويدعم قضيتنا العادلة في مواجهة الظلم والاستبداد..
بكلِّ الحبِّ والودِّ والشوق والحنين والأمل والثقة المطلقة في الله عزَّ وجلَّ أحييكم بتحية الإسلام المباركة..
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته..
أبعث إليكم أطيب معاني الحب وأسمى آيات الشكر ممزوجة بمشاعر الفرح والسرور، ويعلم الله كم يعز علي ألا أرحب بكم اليوم فردًا فردًا، وأصافحكم يدًا بيد..
فطبتم وطاب ممشاكم وجزاكم الله عني وعن ابنتي وعريسها وأسرتنا خير الجزاء..
لبَّيتم دعوتنا وشاركتمونا فرحتنا التي ولدت رغم الأحزان، فتلاقت أرواحنا وقلوبنا رغم الأسوار، ورغم أنف السجان، وأقبلت وفود الإخوان تترى وكذا الشرفاء.. فاشهد يا زمان فرحتنا اليوم كبيرة رائعة.. وذات وجوه متعددة، منها:
فرحة بزواج ابنتنا الحبيبة رضوى التي كانت ترغب في تأجيل عقد زواجها حتى لا تكون كمعظم أخواتها اللاتي تم عقدهن أو زفافهن أو كليهما وأنا في المعتقل؛ حيث اعتاد الظالمون بل أدمنوا حبسي واعتقالي.
إلا أنني أقول لها: يا رضوى إن محاولات أعداء الإصلاح والنهضة لن تعيقنا عن استكمال مسيرتنا، والتي من خطواتها الأساسية إقامة البيت المسلم، وإنني لأدعو الله يا رضوى أن يتخذك- الله- وأخواتك وأمثالكم من أبناء وبنات الإخوان وغيرهم من الشرفاء الذين تعرضوا لمثل هذه الآلام شهودًا على مدى الظلم والاستبداد الذي نتعرض له من قبل أعداء النهضة والحياة.
فرحتنا اليوم وقد أكرمنا بزواج رضوى وهي صغرى بناتنا- مسك ختام البنات- فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
فرحتنا اليوم بأسرة جديدة رغم كل صور التضييق ومحاولات الهدم تتكون على هدي الإسلام، تبتغي مرضات الله، وتضع لبنة قوية وطيبة في بناء المجتمع المسلم على طريق إقامة النهضة الشاملة لأمتنا وبناء حضارتها الرائدة، حضارة التوحيد والعدل والسلام والرخاء بدلاً عن حياة الذل والهوان والفقر والتخلف والتبعية والفساد والاستبداد.
فرحتنا اليوم.. لأن أعداء الحياة يريدون أن يصلوا بنا إلى حالة من الإحباط واليأس من خلال المعتقل والمحاكمات العسكرية الصورية ومحاولات التضييق والتشويه، إلا أننا بفضل الله صامدون ماضون في طريقنا، طريق الإسلام بمنهج الإخوان المسلمين حتى تتحقق أهداف الأمة ونهضتها والحياة الطيبة التي بشرنا بها المولى عزَّ وجلَّ نهتف بها دومًا في محبسنا مع الشيخ المجاهد، أسير الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى الأسير الشيخ رائد صلاح:
يا ظلام السجن خيم إننا نأبى الظلاما
ليس بعد الليل إلا نور فجر يتسامى
فرحتنا اليوم لتواصلنا معكم من خلال هذه الرسالة واشتراكنا وإياكم في عرس اليوم، فربما أكون غائبًا عنكم اليوم بشخصي، لكنني والله معكم بقلبي وبخاطري وفكري، فلا السجون ولا غيرها يمكن أن تحول بيننا، فأرواحنا دومًا في تلاقٍ، وحبنا في الله باقٍ.
فأنتم- أيها الإخوان- بإسلامكم وارتباطكم بهذه الدعوة المباركة وسعيكم الدائب لتحقيق نهضة الأمة وحياتها الطيبة.. أنتم حبات القلوب وراء الروح تتصل قلوبنا وقلوبكم بصلتها بالله، وتسعد أرواحنا في سعيها المشترك لنيل رضا الله والفوز بالجنة.
فرحتي اليوم كبيرة.. لأنني أشعر بصدق مشاعركم وفرحتكم، وأن كل واحد وواحدة منكم يعتبر نفسه أبًا وأمًّا، أخًا وأختًا لابنتي وعريسها، ويعتبر نفسه مكاني اليوم، فجزاكم الله عني وعن أسرتي خير الجزاء، ورزقكم سعادة وأمنًا في الدنيا والآخرة.
وعهدنا معكم ووصيتنا لأنفسنا ولكم:
الإخلاص والهمة العالية.
العمل الدائب مهما كانت العقبات والظروف من أجل نهضة أمتنا، وأن نتصف جميعًا لما ذكره الإمام المجدد الشهيد حسن البنا:
"وقد أعددنا لذلك إيمانًا لا يتزعزع، وعملاً لا يتوقف، وثقة بالله لا تضعف، وأرواحنا أسعد أيامها يوم تلقى الله شهيدة في سبيله، ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾ (آل عمران: من الآية 139)، ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ (الحج: من الآية 40)".
رزقنا الله وإياكم الفلاح والصلاح والتوفيق في الدنيا والآخرة.
وفي الختام أرجو أن يعتبر كل فرد منكم رسالتي هذه شكر خاص له على حضوره ومشاركته لنا، وجزاكم الله خيرًا.
المهندس/ محمد خيرت الشاطر
من خلف الأسوار في رسالة شفهية كتبها لكم أبناؤه
الأول من أكتوبر 2010م