يا رب أبتاه بُنيتي
يا رب نشكو إليك كثيرًا
من مواجعنا غسلت دموعي خدودًا كانت مفتَّحة
الهمُّ فيها صار أشكالاً وألوانا
يا رب نام الناس ولم يبق سوى باب
نبث منه إليك
يا رب شكوانا
يا رب أتيناك والأحزان تسكننا
والقلب يخفق
والعين تدمع
والقلب بات حيرانا
حرماتنا صارت كالعرض منتهكًا
وخيَّم الظلم حتى عمَّ دنيانا
وضلّل الناس وفي أهوائهم غرقوا
فصار شيخهم في تأويل الحق شيطانا
تنازعتنا عصابات لأنظمة
العدل فيها صار زورًا وبهتانا
غيبت يا أبتاه سنين بلا سبب
سوى الإصلاح والتغيير عنوانا
قد آذروك في المحنة فرسانًا لدعوتهم
بنبض القلوب بيض الوجوه شيوخًا وشبانا
أبتاه أبكي لا من ضعف ولا وهن
أبتاه أنى رأيت الهم أشكالاً وألوانا
ألقوا إليك يأحداث ملفقة
وأحكموها وقالوا عدلاً وتبيانا
ميزان العدل صار جورًا في بيوتهم
وصار القاضي عندهم يا أبتاه سَجَّانا
جاءوا بقاضٍ من جنس ملتهم
يغريه نسرٌ أو يغريه نيشان
أبتاه البهتان والظلم شيمتهم
فضيعوا يا أبتاه ما نلناه أزمانا
أبتاه حزني على وطني
يبكيني يا أبتاه أحيانًا وأحيانا
بنيتي.. لا تبكي ولا تحزني
لله نبث سلوانا وشكوانا
قومي فانهضي وامتطي فرسًا
لا تترجَّلي حدِّثي العالم بالذي كانا
قومي بنيَّتي وامتطي فرسًا
أسرجيه
وكوني خولة أو رقية
أو خديجة أو سمية
واقلبي الأرض نيرانًا وبركانا
إن الظلام الذي يسري في شوارعنا
ضار ليوم يشقيكم ويشقينا
إن القيود التي صارت على قدمي
أضحت نيشانًا غدًا تكتب دواويني
قولي لهم وبكل صوت مرتفع
ستكسر الأسوار غدًا تفتح زنازيني
سنمضي نرفع الرايات عالية
وبحق ربي لن تغيّر موازيني