فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالسباق إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، متخطياً عتبة الـ270 صوتاً المطلوبة للفوز على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، ليعود مرّة ثانية إلى البيت الأبيض رئيساً هو السابع والأربعين للبلاد.

 

وفي آخر النتائج، فاز ترامب بولاية ويسكنسون المتأرجحة، لينال عشرة أصوات إضافية ويحصد 277 صوتاً من المجمّع الانتخابي، ويحسم فوزه، فيما ينتظر أن تظهر بعد نتائج ولايات نيفادا وميتشيجان وأريزونا، المتأرجحة والتي يتقدّم فيها ترامب حالياً أيضاً، إضافة إلى ألكسا المعقل الجمهوري وماين، ما يعني أنّ فوزه سيكون أكبر من المتوقع.

 

وفي وقت سابق، وبعد وصوله إلى الـ266 صوتاً، أطلّ المرشح الجمهوري دونالد ترامب على مؤيديه، معلناً فوزه بالسباق في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، قائلاً في "خطاب النصر" من مقر حملته في فلوريدا: "هذا فوز سياسي لم تشهد بلادنا مثيلاً له من قبل، ونشكر الشعب الأمريكي على هذا الشرف بانتخابي مجدداً". وإذا أُعلن فوزه رسمياً على نائبة الرئيس المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، سيعود ترامب إلى البيت الأبيض بعد أربع سنوات من خسارته الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020 لصالح منافسه جو بايدن، وذلك مع حسمه عدداً من الولايات المتأرجحة الرئيسية في البلاد، على رأسها بنسلفانيا، وميشيجان، وويسكونسن، وكارولينا الشمالية.

 

وشكر ترامب في خطابه الشعب الأمريكي "على هذا الشرف بانتخابه مجدداً"، معتبراً أن "أمريكا أعطتنا تفويضاً غير مسبوق". وأضاف: "سنعيش العصر الذهبي للولايات المتحدة الأمريكية"، معلناً الفوز في الولايات المتأرجحة.

وأشار ترامب إلى أن "بلدنا يحتاج مساعدة، وسوف نصحح وضع حدودنا بشكل كبير. لقد صنعنا التاريخ وتخطينا عقبات كثيرة"، معلناً استعادة سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، والفوز بنحو 315 صوتاً في المجمع الانتخابي.

ووعد ترامب بمساعدة البلاد على الشفاء، معتبراً أن ما حصل نصر للشعب الأمريكي، مشيراً إلى أنه سيعمل على خفض الضرائب، وتغيير أوضاع البلاد إلى الأفضل. من جهته، قال المرشح لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس: "شهدنا أعظم عودة سياسية في تاريخ أميركا".

 

وتلقى أنصار المرشح الجمهوري المتجمعين في مركز بالم بيتش للمؤتمرات إعلانات الفوز بحماسة كبيرة. وتبدلت الأجواء تدريجاً على مر الساعات في القاعة الفسيحة التي تابع الحشد فيها نتائج الانتخابات تباعاً على الشاشات، فبعدما كانت متوترة في بداية الأمسية الانتخابية، ظهرت الابتسامات على الوجوه. وقال موزيس أبراهام (22 عاماً)، لوكالة فرانس برس، مبدياً فرحه: "انتهى الأمر، أشعر أن ترامب ربح هذه الانتخابات، وأشعر أن العالم على وشك أن يصبح أفضل بكثير".

 

وغص مركز المؤتمرات الذي فرضت فيه تدابير أمنية مشددة بالرجال والنساء، بعضهم يرتدون ملابس رسمية، غير أنهم يعتمرون جميعاً القبعة الحمراء التي تحمل شعار حملة ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً"، أو باختصار بالإنجليزية "ماجا".

وفي السياق، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، وفق وكالة رويترز: "رئيسنا المنتخب الآن هو دونالد ترامب"، مشيراً إلى أن الجمهوريين في المجلس على أهبة الاستعداد للتصرف فوراً وفقاً لأجندة ترامب أمريكا أولاً".

 

ولم يغب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن المشهد ليعود إليه. فبعد ثماني سنوات ظلّ فيها في صلب الحدث، نصفها في البيت الأبيض ونصفها الثاني متظلماً من "سرقة انتخابات 2020 منه"، عاد ترامب إلى البيت الأبيض رئيساً للمرة الثانية، وسط توجس من عودته بنسخة أشدّ شراسة مما كان عليه وضعه حين اقتحم المكتب البيضاوي في واشنطن في 2016، "دخيلاً" تربع على قمّة العمل السياسي في الولايات المتحدة، قادماً من عالم تجارة العقارات والترفيه، ما يجعل سيرته الذاتية تتطلب تنقيحاً مستفيضاً، مقارنة بسيرته حين كتبت في 2016، أو في 2020. فبعيداً عن إمبراطورية الأعمال والتجارة وتلفزيون الواقع ولعبة الغولف، ونشأته في منطقة كوينز بمدينة نيويورك، والتي أسّست كلّها لشخصيته السابقة، شكّلت سنوات الرئيس السابق الأربع في البيت الأبيض منعطفاً للحزب الجمهوري والسياسة الأميركية بشكل عام، تكرّس فيه الانقسام الحزبي والشعبي.

بعدها، ظلّ ترامب حاضراً في المشهد رئيساً سابقاً خسر أمام الديمقراطي جو بايدن في 2020، وعازماً على "الانتقام"، لتخيّم رغبته في خوض السباق الرئاسي للمرة الثالثة على كلّ ما عداها من منافسات، وذلك منذ اليوم الأول لخسارته في ذلك العام، ما قضى أولاً على أي إمكانية لبروز منافسين جمهوريين جدّيين، وأضعف الرهان الديمقراطي على التعويل على أجندة حزبية غير "التحذير من ترامب".