كثير من المربين يعتقدون أن دورهم مقتصر على توفير المأكل والمشرب والملبس، دون الالتفات الى مراعاة الحاجات النفسية والاجتماعية للطفل؛ ما يؤدى إلى التمرد في المستقبل، فالطفل بحاجه للشعور بالأمان داخل الأسرة وخارجها .
ومعنى الأمان عند الطفل: حالة من الاستقرار العاطفي وإشباع مختلف الحاجات التي تؤدي إلى تأقلم وانسجام الطفل مع محيطه، وتخطي كل المشكلات التي تعوق هذا الانسجام.
وهناك العديد من الاحتياجات النفسية الواجب اشباعها عند الأطفال لكي يشعروا بالأمان منها: الحاجة إلى الحب، والحاجة إلى المكانة، والحاجة إلى الطمأنينة، والحاجة إلى الشعور بالاستقلال.
ومن المهم الإشارة إلى خمس نقاط مؤثرةً في أبنائنا عند عودتهم من المدرسة نلخصها فيما يلي:
• نظرة حانية
• ابتسامة صافية
• كلمة طيبة
• حِضنٌ دافئ
• نبرة هادئة
ولنا في رسول الله أسوة حسنة لقول عائشة رضي الله عنها: " «ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة. وكانت إذا دخلت عليه، قام إليها، فقبّلها، ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به»." (رواه مسلم)
فعليكم أيها الآباء أن تستقبلوا أولادكم بابتسامة وكلمة طيبة، فالصورة أبلغ وأسرع من الكلام، ثم تضمون أولادكم ضمة تزيح عن قلوبهم ضغوط وعناء اليوم.
فبهذه الأشياء البسيطة يصبح البيت مصدر سعادة وطمأنينة لهم، فالطفل إذا شعر بالحب والاحترام والتقدير في أسرته أولاً، تعززت ثقته بنفسه مما يعطيه قدرات عالية وجيدة على التحصيل العلمي وينعكس بهذا السلوك الإيجابي على كل من حوله.
فلا تستقبلوهم بالأوامر وكثرة الأسئلة: "هيا بدل ملابسك، أنهِ طعامك، أسرع إلى واجباتك،"، حتى يكون موعد رجوعهم إلى المنزل هو الموعد الذي ينتظره بكل حب وامتنان، ويعلم أن هناك من ينتظره ليزيل عنه تعب اليوم ومن يدعمه ويفتخر به ويدعو له بالتوفيق والنجاح، لا من يتصيد له الأخطاء ويستقبله بالأوامر والنواهي طوال الوقت.
وفي النهاية استمعوا إلى أطفالكم وامنحوهم وقتاً لمناقشة أفكارهم وآرائهم واتركوا أثراً طيباً يتذكروه من بعدكم.
«رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا»