مع بدء أول أيام الأعياد اليهودية استباحت اعداد كبيرة من المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى بحماية قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الصهيوني الخاصة التي منعت حراس المسجد من مواكبة أفواج المقتحمين، كما شددت من قيودها على دخول المصلين إلى باحات المسجد، فيما أدى المستوطنون سجوداً ملحمياً ونفخوا بالبوق.
ووصف أحد مساعدي مدير عام أوقاف القدس، فضل عدم ذكر اسمه، في حديث مع "العربي الجديد" الوضع في باحات الأقصى بالخطير نظراً لما قام به المستوطنون المقتحمون من النفخ في البوق أكثر من مرة إضافة إلى أداء الطقوس التوراتية، خاصة السجود الملحمي والغناء والرقص في المنطقة الشرقية المتاخمة لمصلى باب الرحمة وبالقرب من باب السلسلة خلال خروجهم من هناك ومغادرتهم باحات المسجد، ثم إقامة حلقات الرقص عند باب وسط حي السلسلة. وأضاف أن مجلس وإدارة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بتابعون عن كثب ما يجري من تدنيس للمسجد الأقصى، في حين يتم توثيق هذه الانتهاكات وإطلاع المسؤولين في وزارة الأوقاف الأردنية أولاً بأول.
وأشار المتحدث إلى أن ما مجموعه 230 مستوطناً شاركوا في هذه الاقتحامات حتى الآن، علماً بأن أعداداً كبيرة من المستوطنين، من بينهم حاخامات، تتجمع في باحة البراق عند باب المغاربة لاقتحام الأقصى ضمن مجموعات كبيرة في جولتي الاقتحام، احيث تستمر الأولى حتى الحادية عشرة والنصف من قبل الظهر تليها جولة ثانية تبدأ بعد صلاة الظهر وتستمر حتى الساعة الثانية والنصف.
وكانت سلطات الاحتلال عززت من وجودها في البلدة القديمة بمدينة القدس وعلى بواباتها حيث وضعت حواجز تفتيش منعت العشرات من الشبان من الوصول إلى المسجد الأقصى، كما أعاقت وصول أصحاب المحال التجارية إلى محالهم في أسواق البلدة القديمة. ويأتي ذلك في وقت كثفت جمعيات الاستيطان اليهودية خاصة ما تعرف بجبل الهيكل المزعوم دعواتها الى اقتحام الأقصى وبسط السيطرة اليهودية.
ووصف أحد كبار المقربين من وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال ورئيس منظمة لهافا الاستيطانية، إيتمار بن غفير، محاولات تجسيد السيطرة اليهودية على المسجد بأنها "حرب الهيكل" التي بجب أن تتواصل وتطهيره مما سماهم بالغرباء في إشارة إلى الأوقاف الاسلامية، ووجّه بنتزي جوبشتاين أمس رسالة من الأقصى إلى جمهور الصهيونية الدينية قال فيها: "في رأس السنة العبرية… نحن نحارب من أجل الهيكل".
وجوبشتاين هو تلميذ مئير كاهانا وأحد رفاق باروخ جولدشتاين سفاح مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل؛ وهو جار بن غفير في مستوطنة كريات أربع، المقامة على أراضي الخليل، ومساعده في حزب القوة اليهودية وشريكه في تأسيس منظمة "لاهافا" التي تحرق الكنائس المسيحية.