- أبلغنا الوسطاء بالتزامنا بما تم الاتفاق عليه في الثاني من يوليو ويشمل الانسحاب من فيلاديفيا
- رسالة القسام واضحة للصهاينة: "بالعمليات العسكرية فقط لن يأخذوا إلا جثث أسراهم إذا أرادوا"
- نعامل الأسرى بالرفق والرحمة وفق مبادئ ديننا الإسلامي وهو ما شهد به من أطلق سراحهم
عام يقترب من الانصراف والحرب على غزة ومجمل الأراضي الفلسطينية مازالت مستعرة والعداون مازال مستمرا، في ظل صمود إسطوري من المقاومة الباسلة وإسناد شعبي غير مسبوق، إلا أن التعنت الصهيوني تتزايد حدته، وتسويف نتنياهو لإبرام صفقة تتزايد حدته.. فكيف هي الصورة على أرض الواقع بعد مضي ما يقرب من عام، وما هي آفاق الحل وتأثيراته على صمود المقاومة واستمرار أدائها.
التقينا عبد الحكيم جنيني القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس وأحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، لنقف معه على حقيقة الواقع السياسي والعسكري وتداعيات الموقف وتأثيراته بعد مرور عام ، فكان هذا الحوار.
- اقتربت حرب الإبادة الجماعية على غزة ومجمل الأراضي الفلسطينية على العام ، فكيف ترى وضع المقاومة في مواجهة العدو ؟
** نسأل الله الرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا والحرية لأسرانا والمسجد الاقصى المبارك
وبداية لابد من الوقوف على حجم الجرائم التي يرتكبها العدوان وحرب الإبادة الجماعية على أرض غزة وسكانها بعد ما يقرب من عام كامل، وحرب المجازر النازية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في غزه والضفة، فالمجازر مستمرة وما زال قتل الأطفال والنساء والشيوخ مستمرا، وكذلك هدم المنازل وتدمير البنى التحتية وحرمان أبناء شعبنا الفلسطيني من الحياة بكرامة وحرية.
وأحب أن أؤكد لكم أنه برغم استمرار هذه الحرب بقساوتها وآلامها وحجم التضحيات الكبيرة التي يدفعها أبناء شعبنا الفلسطيني ، إلا أن المقاومة وقوى المقاومة، وعلى رأسهم كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الاقصى وكتائب أبو علي مصطفى وغيرها من الكتائب المجاهدة ما زالت تقاوم هذا المحتل، وما زالت تكبد هذا المحتل ثمنا باهظا بقتل جنوده ومستوطنيه وما زالت هذه المقاومة الصابرة ثابتة صامدة وما زال أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر نثابتين في أرضهم.
- مازال نتنياهو مصرا على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا ، وأمريكا لوحت بالانسحاب من المفاوضات إذا فشلت مبادرتها الأخيرة.. فكيف ترون مآلات الحدث في ظل هذا التعنت ؟
- **لقد أبلغنا في حركة حماس الوسطاء "المصريين والقطريين" بأننا ملتزمون بما تم الاتفاق عليه معهم ووافقت عليه الإدارة الأمنية الأمريكية في حينها والذي اعتمد على اقتراح الرئيس الأمريكي بايدن وقرار مجلس الأمن، وقد تعاطت معه حركة حماس بإيجابية ومرونة عالية، وتم الاتفاق مع الوسطاء على أن اتفاق 2/7/2024 هو ما سنلتزم به وننتظر منهم آليات تنفيذ هذا الاتفاق أو هذه القرارات.
وطبعا بعد هذا الاتفاق والإعلان عنه، انسحب المجرم نتنياهو منه وأعلن شروط جديدة، لكننا في الحركة رفضناها، ولم نتعاط معها، ونحن غير مستعدين لقبول هذه الشروط، والآن تدور حوارات ونقاشات بين الوسطاء والإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني، أما نحن فلم نتلق ولم نستلم أي ورقه تخالف المبادئ الخمسة التي حددناها، والتي تخص حقوق شعبنا الفلسطيني وهي: وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة وعودة النازحين إلى الشمال بلا قيود بما يتيح صفقة مشرفه لأسرانا الأبطال.
أما بخصوص تمسك نتينياهو بمحور فيلادلفيا، فهو وحكومته النازية يريدان تحقيق أمرين مهمين بالنسبة له، الأول: هو الحفاظ على التحالف اليميني المتطرف من أجل أن يبقى في الحكم إلى نهاية هذه الدورة ، واستكمال أربع سنوات والبقاء على كرسي الحكم.
أما الامر الثاني فهو تحقيق حلم اليمين الصهيوني المتطرف الذي يمثله بن غفير وسموتريتش وأجزاء كبيرة من حزب الليكود وهو عودة السيطرة العسكريه والاستيطان في قطاع غزة، وتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية وزياده عدد المستوطنين فيها؛ لذلك فهو مصر على ممارسة هذا الإجرام والمضي في هذه الحرب الوحشية في غزه والضفه الغربية ، ضد أبناء شعبنا من أجل الضغط عليهم لتهجيرهم وخروجهم من أرضهم إلى البلاد الأخرى.
هذا الحلم الصهيوني اليميني المتطرف ما زال يعشش في أذهان سيمورتش وبن غفير ، لذلك منذ البدايات الأولى طرح وبشكل واضح وعلى قنوات الاحتلال أن الحل للفلسطينيين هو إما القتل وإما الرحيل وإما أن يقبلوا العيش بالذل والاستسلام داخل الكيان الصهيوني.
وقد قدم بن غفير مشروعا أو ما يسمى خطة الحسم في الضفة الغربية وعلى رأسها تهجير أبنائها إلى الأردن وإقامة الدولة الفلسطينية أو الوطن البديل في الأردن هناك لذلك هذا الحلم في الذي تمثله الصهيونية الدينية وأحزاب التطرف اليميني، وهو الغالب في هذه الحكومة، لذلك فهم يستمرون في المجازر وحرب الإبادة في الضفة الغربية والقدس المحتلة وغزة، من أجل تحقيق حلمهم.
- *ما هو تعليقكم حول التعليمات الجديدة للمقاومة بخصوص التعامل مع الأسرى حال وجود تهديد أو محاولة من الاحتلال للوصول إليهم ؟
- **الرسالة واضحة جدا من كتائب القسام حول أسرى الصهاينة لدى قوى المقاومة وهي: " بالقوة والعمليات العسكرية فقط لن يأخذوا إلا جثث أسراهم إذا أرادوا" ، فإذا أراد المحتل أن يأخذ أسراه أحياء فقط يستطيع عن طريق عقد صفقة أو اتفاقية كما هو مطروح يتم فيها انسحاب كامل من قطاع غزة وعودة النازحين وإغاثة وإعمار القطاع، وتكون صفقة مشرفة لأسرانا الأبطال الذين أيضا يعانون أشد وأعنف أنواع العذاب وإهانة الكرامة الإنسانية في سجون الاحتلال.
لذلك فإن إعادة الأسرى الصهاينة إلى ذويهم وإلى أهاليهم أحياء لن يتم حصريا إلا عبر صفقة، وهذه هي رسالة القسام الأخيرة في موضوع تغيير التعليمات لحراس الأسرى الصهاينة.
ومع هذا فإننا نؤكد وبشهادة الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم شهدوا جميعا بالمعاملة الحسنة واللطيفة من الوحدات الخاصة بحمايتهم، فهم يطعمونهم مما يطعمون ويشربون مما يشربون، ويشاركونهم حياتهم بشكل كامل، لذلك فإن المعامله الطيبة هي مبدأ من مبادئنا الإسلامية العظيمة في التعامل مع الأسرى حتى لو كانوا أعداء محاربين ، وديننا يلزمنا أن نحترمهم.
- *هل ترون القضية الفلسطينية بعد الطوفان حظيت بتعاطف وتضامن من قطاعات مختلفة لم يكن من المتوقع أن تتعاطف مع القضية، وبرأيكم كيف يمكن أن يكون أثر ذلك ؟
- **الشواهد على هذا التضامن كثيرة وكان آخرها استهداف جيش الاحتلال لـ "عائشة نور" المتضامنة الأمريكية التركية، وسبق ذلك حالات كثيرة منها مقتل إحدى المتضامنات في غزة وفي أماكن أخرى وجرح العشرات من المتضامنين الأجانب.
وكما ذكرت مسبقا إن هذه العقلية الصهيونية اليمينية المتطرفة لا ترى في غير اليهود أحدا يستحق الحياة على هذه الأرض ، إلا أن يكونوا خُدّاما وعبيدا لهؤلاء اليهود المتطرفين، لذلك لا غرابة أن تقتل هذه القوات وجنود جيش الاحتلال الصهيوني النازي لا غرابة أن يتم قتل المتضامنين الأجانب مع أبناء شعبنا الفلسطيني.