نظم أهالي جزيرة الوراق النيلية  مسيرة ليلية حاشدة، أمس الاثنين، رداً على اعتداء قوات من الشرطة على خمسة من أهالي الجزيرة، في محيط مستشفى قصر العيني الحكومي في القاهرة، أثناء مرافقتهم أحد المرضى من المحتجزين في المستشفى.

ندد المشاركون في المسيرة بالمحاولات المستمرة لسلطات الانقلاب لتهجيرهم قسراً من مساكنهم وأراضيهم، بحجة استكمال أعمال التطوير العمراني في الجزيرة، وهتف الأهالي: "اضرب طلقة اضرب 100... مش هانسيبها للحرامية"، و"زود زود في الحصار... إحنا أقوى من التتار"، و"مش في سورية ولا العراق... جوه مصر من الوراق"، و"بكرة الثورة تشيل ما تخلي".

ومطلع الشهر الجاري، تصدى الأهالي لمحاولات هدم منازلهم في مواجهة ضباط الشرطة وأفرادها المكلفين بتنفيذ حملة للإزالات، ما أسفر عن تراجع قوات الأمن إلى أطراف الجزيرة، حيث يدور النزاع في الجزيرة حول نسبة 24% من إجمالي مساحة المنطقة محل التطوير، بعد إعلان وزارة الإسكان إخلاء نحو 993 فداناً من أصل 1295 فداناً، بما يعادل 76% من إجمالي مساحة التطوير.

    ويسعى نظام الانقلاب لطرد سكان الجزيرة الأصليين لإقامة مشروع إسكاني فاخر، تموله شركة إماراتية، علماً بأن محكمة القضاء الإداري رفضت دعوى قضائية مقامة من الأهالي، طالبوا فيها بوقف قرار نزع ملكية الأراضي والمباني المملوكة لهم، من دون منحهم تعويضات مناسبة، أو التفاوض معهم، ونزعها بالقوة الأمنية بالمخالفة لأحكام الدستور والقانون.

وشرعت قوات الأمن سابقاً في هدم المستشفى الوحيد الذي يخدم الأهالي البسطاء في الجزيرة، فضلاً عن مركز الشباب الوحيد أيضاً، في إطار المحاولات المستمرة لتهجير أهلها قسراً، واستغلال أراضيها في إقامة مجتمع عمراني جديد باسم "مدينة الوراق الجديدة".