أكد الأستاذ على حمد المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين أن تحرير فلسطين يبدأ بتحرير الشعوب العربية من الاستبداد والفساد، فلو أن الأنظمة الحاكمة الحالية كانت منتخبة وتعبر حقيقة عن شعوبها، لاختلف الوضع تماما، ولكانت دماء أهلنا في غزة قد حقنت، ولكان تحرير فلسطين أقرب من أي وقت مضى.
وأضاف فى كلمته التى ألقاها فى ندوة بعنوان "القضية الفلسطينية من وعد بلفور .. إلى طوفان الأقصى"، والتى نظمها المنتدى العالمى للفكر والثقافة يوم السبت الموافق 4 نوفمبر 2023 أنه لعل الجميع يفهم الآن بعض أسباب الانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي، الذي لم يترك غزة وحدها وأوقف العدوان الصهيوني وقتها في مهده وقال يا أهل غزة أنتم منا ونحن منكم.

ووجه الأستاذ على حمد فى كلمته التحية والسلام للمجاهدين فى فلسطين، وفى غزة، وجنين، ويافا، وعكا، والقدس، والخليل، واللد، وطولكرم، وحيفا، وبيسان، وللمرابطين على الثغور، ولأهالى الشهداء والجرحى، مؤكداً أنهم أنابوا عن الأمة فى قتال العدو، وكشفوا الغطاء عن الخائنين، والمتخاذلين، وأقاموا الحجة على الجميع، وأنهم لن يضرهم خذلان المتخاذلين، أو مخالفة المخالفين.

ثم وجه مجموعة من الرسائل
الأولى: أن قضية فلسطين ليست مجرد قضية، بل حقٌ يجب أن يسترد بعز عزيز، أو بذل ذليل.
والثانية: أن الصراع مع العدو ليس قومياً، أو وطنياً من أجل استرداد قطعة أرض، وليس صراع حدود، بل صراع وجود، صراع عقيدةٍ بين قرآن وتلمود.
وأشار فى هذا الصدد أن الإمام البنا عندما أراد توعية الأمة بفلسطين بدأ ما المساجد، وقبل قيام دولة الكيان قال قولته المشهورة "إن جماعة الإخوان المسلمين مستعدة بالتضحية بدماء عشرة آلافٍ من أبنائها على أرض فلسطين"، وأنهم لذلك قتلوه.
وأن ذلك شبيه بتضحيات الإخوان اليوم فى سجون الاستبداد، وبصيحة مرشدهم العام الدكتور  محمد بديع "تهون الحياة، وكلٌ يهون، ولكن فلسطيننا لا تهون"، فما أشبه الليلة بالبارحة.
وأكد على أن أبناء البنا، وإخوان بديع، وعزت، وبيومى، والشاطر مازالوا حتى وقتنا الحالى يقدمون الغالى والنفيس نصرةً لإخوانهم المجاهدين رغم الظلم، والعنت، والملاحقات الأمنية. "

وأشار إلى أن معركة "طوفان الأقصى" قد كشفت ماهو جلىٌ واضح، ولكنه يخفى عن البعض، وهو أن غزة التى تتعرض لحممٍ تلقى تُصب عليها من طائرات العدو، هى نفسها غزة التى تتعرض لحصارٍ خانقٍ من قبل مستبد منقلب يعتلى السلطة فى مصر.
وبين أن التاريخ لن يرحم أحداً، وسيكتب التاريخ اسم رأس الانقلاب الذى حاصر غزة وشارك فى إبادتها إلى جانب أسماء الصهاينة أمثال بن جوريون، ورابين، وشارون، وبيريز، وغيرهم
.
وأشار إلى أن عشرات الجنود من أبناء قواتنا المسلحة يصابون بسبب القصف، ومن يعتبر نفسه المسؤؤول الأول يسكت الرد، فهل هو وطني أم خائن؟
وتساءل: عن الذي يفرط في إحدى قضايا الأمة ويسعى لتصفيتها هل هووطني أم خائن؟
وعن الذي يسعى لتصفية المقاومة واصفا إياها بالجماعات المسلحة، هل هو وطني أم خائن؟
وأكد أنه حتى من الناحية السياسية فإن المقاومة في غزة والجهاد فيها هو حماية للأمن القومي المصري بل والعربي وليس لفلسطين فحسب،  وأنه ولو فقه هؤلاء ذلك،  لأمدوها بكل ما يملكون ولكنهم أبوا إلا أن يكونوا شوكة في ظهر المقاومة، والسعي لتصفيتها، والقضاء عليها. وأن من يفعل ذلك ويقدم عليه فهو خادم لمصالح العدو لا محالة
ووجه رسالةً للمتحفظين، أنه لا مجال اليوم للمواقف الخافتة الضعيفة، ولا للبيانات المتحفظة، والخطب الباردة، والتبرعات الزهيدة، ولا للأيادى المرتعشة.

وأشار إلى أن الغرب قد كشف وجهه القبيح، وأنه لاقيم إنسانية ولا قوانين دولية تحكم تصرفاتهم، بل حقد صليبي أعمى دفين، أظهرته أحداث الحرب الحالية على غزة بكل وضوح، وقال أن الصهيونية باتت دينا يخدم به الغرب مصالحه الذاتية والبشعة، بعيدة تماما عن كل الشرائع والديانات السماوية.
 
ودعى إلى إلى تشكيل حلف دولي لمقاومة الصهيونية لأنها تمثل خطرا شديدا على الإنسانية وعلى استقرار العالم.  

وفى ختام كلمته وجه التحية والإعزاز للمقاومين، والمجاهدين، وللمرابطين.