ونحن نسعى لبناء الوطن وتحقيق النهضة والتنمية والإصلاح؛ فإن أغلى ما نملك هو أبناؤنا والجيل القادم الذي سيحمل الراية ويتولى القيادة؛ لذا وجب أن نحسن إعداد وتدريب وتأهيل وتربية هذا الجيل على قيم النهوض الحضاري، وعلى رأسها إدارة الوقت والتخطيط.. فالوقت أهم ما يمتلكه الإنسان، والنظام أساس النجاح في الحياة كلها؛ لذا من الأهمية بمكان أن نوظف التقويم السنوي بشكل فعال لتنظيم شئوننا وأنشطتنا وإدارة مسار حياتنا وتربية فلذات أكبادنا للنهوض بأوطاننا.

والمربي الناجح هو الذي يستثمر كل شيء حوله لخدمة العملية التربوية، ومن أهم الأدوات المساعدة في إدارة الوقت والتخطيط: التقويم السنوي بأنواعه؛ سواء منها الورقي أو الإلكتروني، وله عدة مسميات وأنواع: (التقويم- الأجندة- المفكرة- النتيجة- Calendar).

أنواع التقويمات:

التقويمات الورقية: التقويم الحائطي- التقويم المكتبي؛ ومنها الأجندة الكبيرة، ومنها المفكرة الصغيرة التي تحمل في الجيب، ومنها الكارت المجمع.

التقويمات الإلكترونية: تقويم الهاتف المحمول- تقويم الكمبيوتر والإنترنت- برنامج الأذان.

والتقويم الموجود على الهاتف المحمول يمكن من خلاله تسجيل المهام، وضبط المنبه ليعطي تنبيهات بالأنشطة والأعمال على مدار السنة كلها؛ سواء أعمال منفردة غير مكررة، أو ضبط تنبيه معين يتكرر يوميًّا مثل الاستيقاظ لصلاة الفجر أو التنبيه لصيام الإثنين والخميس، كذلك يوجد في خدمة تقويم الهاتف المحمول تقسيمٌ لأيام الأسبوع ساعة بساعة، ويمكن تسجيل المهام والأنشطة؛ ليعطي لك الهاتف منبهات بشأنها.

 من الخدمات المتميزة جدًّا على شبكة الإنترنت خدمة تقويم جوجل: (Google Calendar)، الذي يساعد على تنظيم شئونك بشكل متميز، ويوظف التاريخ الهجري، ويقدم خدمات عبر البريد الإلكتروني والرسائل القصيرة SMS، ومن المواقع الإلكترونية التي تهتم بالتقويم والمواقيت موقع الباحث الإسلامي:Islamic finder)).

خطة الأسرة:

إن لم تخطط لنجاح أسرتك فأنت تخطط لفشلها

يا حبذا أن تجتمع الأسرة لتضع لها خطة سنوية من خلال أهدافها وأن تربي الأبناء على الارتباط بالهدف في كل شيء، فكل يوم له هدف أو مجموعة من الأهداف نتفق في بداية كل عام على أهداف كبيرة نحققها على مدى العام، وهذه الأهداف نجزئها إلى أهداف صغيرة، يتم تحقيقها على مدى الشهور والأسابيع والأيام، وأن يكون لكل يوم: هدف اليوم- شعار اليوم- حكمة اليوم- نشاط اليوم- وهكذا، وأن نرتب كل أنشطتنا قدر المستطاع؛ مثل: النشاط العلمي- التحصيل الدراسي- صلة الأرحام- الأصدقاء- النشاط الرياضي- ممارسة الهوايات- المواهب- النشاط الاجتماعي.. إلخ.

ويجب أن نسجل أنشطتنا في التقويم الحائطي بعبارات مختصرة ونسجلها بالتفصيل في التقويم المكتبي أو أجندة، وكذلك نسجلها في التقويم الإلكتروني؛ لإعطائنا منبهات على الهاتف المحمول أو الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني.

كان من العادات الجميلة للشيخ الشهيد أحمد ياسين، رحمه الله، أنه كان يطلب ورقة التقويم (النتيجة) بعد صلاة الفجر كل يوم، ويطلب كتابة أهدافه وأنشطته خلال اليوم، فكان ينجز أعمالاً كثيرة؛ رغم أنه مشلول جسديًّا لكنه عملاق ذهنيًّا وعمليًّا.

فوائد التقويم:

* التربية على النظام والتخطيط واستثمار الوقت والارتباط بالأهداف والتدريب على تحقيقها.

* التربية على استخدام القواعد والنظم وعمل البرنامج والأنشطة والالتزام العملي بها.

* التربية على تعظيم شعائر الله بالتعرف على مواقيت الصلاة، والتدريب على دوام الارتباط بها، والاستعداد المبكر للصلاة بالوضوء، والتهيؤ للخروج للمسجد قبل الموعد.

* الارتباط بالتاريخ الهجري والتذكير بأيام الله (حدث في مثل هذا اليوم)، وذلك بالاهتمام بالتاريخ الإسلامي وأمجاد المسلمين.

* إحياء المناسبات الإسلامية؛ مثل: الهجرة- عيد الفطر- عيد الأضحى- عاشوراء- المولد النبوي- وكذلك انتصارات المسلمين؛ مثل: غزوة بدر- العاشر من رمضان- حطين- القادسية.. وغيرها.

* الاهتمام بالمناسبات الوطنية والقومية وغرس حب الوطن والانتماء إليه.

* يمكن عمل تنظيم للسنة الدراسية: تنظيم الاستذكار من خلال خطة.. مواعيد الامتحانات، مواعيد الإجازات.

هذا بالإضافة للتقويمات الإلكترونية المتوفرة.. اشتر للبيت تقويمًا حائطيًّا من الحجم الكبير، وتقويمًا مكتبيًّا يوضع في مكان محدد يتعامل معه الجميع، واشتر لكل ابن أجندة كبيرة ومفكرة صغيرة؛ بالإضافة طبعًا إلى شراء ساعة لكل ابن وتدريبه على توظيفها عمليًّا، ودرب أبناءك على دوام التخطيط وإدارة الوقت والارتباط بالأهداف.. ومع دوام التدريب والمتابعة يتأصل السلوك، ونعد جيلاً قادرًا على إعادة بناء الوطن الغالي والنهوض بخير أمة أخرجت للناس.

* تم نشره في " إخوان أون لاين" بتاريخ الاثنين 30 يناير 2012