نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن الزيارة التي أداها وزير خارجية الانقلاب سامح شكري إلى روسيا نهاية الشهر الماضي، مباشرة عقب اجتماع عقده في القاهرة مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقال الموقع، في تقرير له إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لفت الانتباه خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد بعد اجتماعه مع الجانب المصري إلى الرسالة التي بعث بها الجانب الأمريكي إلى موسكو عن طريق شكري. وتكشف هذه الزيارة عن تحول مصر إلى وسيط آخر يحاول إقناع أطراف النزاع بالتوصل إلى نوع من الاتفاق.
ولكن هذه المسألة ليست السبب الوحيد لزيارة وزير الشئون الخارجية المصري إلى روسيا، إذ كشف وزير خارجية الانقلاب عن رغبة القاهرة في الحصول على مساعدة من روسيا لإنقاذ اقتصادها. كان لتدهور الوضع الاقتصادي في مصر السنة الماضية تأثير كارثي على الحالة الاجتماعية للسكان.
وذكر الموقع أن الاقتصاد المصري، الذي لم ينجح في تخطي تداعيات جائحة كورونا، يواجه تحديات خطيرة جديدة خلقت مشاكل من قبيل زيادة حادة في أسعار الغذاء والوقود والأسمدة وتعطل سلاسل التوريد والتجارة العالمية. كما انخفض الجنيه المصري لأدنى مستوى له على الإطلاق أمام الدولار، متبوعًا بكساد اقتصادي يؤجج حالة الاستياء الاجتماعي، وهو ما يقض مضجع قادة البلاد الذين يخشون تكرر سيناريو الربيع العربي في مصر.
وأورد الموقع أن تدهور الوضع في مصر بعد الأزمة الروسية الأوكرانية ضاعف استعداد القاهرة لقبول المساعدة من جميع شركائها. وخلال زيارته للقاهرة، أقرّ بلينكن بأن مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم، بحيث تؤمن روسيا وأوكرانيا حوالي 85 في المائة من نسبة إمداداتها.
ووفقا لجهاز التعبئة والإحصاء ارتفع معدل التضخم السنوي العام في مصر بنسبة 21.9 في المائة في ديسمبر الماضي مقارنة بشهر نوفمبر، حيث كان في حدود 19.2 في المائة. ويزداد الوضع سوءًا شهرا بعد شهر بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
ونوه الموقع بأن رسالة بلينكن لم تحقق توقعات مصر بشأن المصالحة بين الغرب وموسكو، مما قد يجبرها على البحث عن طرق أخرى واتباع سياسة مكوكية مع طرفي الصراع، سعيًا وراء تحقيق مصالحها الخاصة من خلال المفاوضات.