رسالة من : أ.د. محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على سيِّدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد..

إن السُّنَن الربَّانية هي أسس وقواعد نظمها الله عز وجل في الكون ويضع معها نظاما يضبط حركة الإنسان في كل زمان ومكان، وعلى الإنسان أن يتعلم من هذه السنن ويحسن الاستفادة بها فهي سنن ثابتة لا تتخلف, وفقه هذه السُّنَن يعين الذي ينشد سبل الحقيقة وطرق الخير على الوصول إلى أهدافه وغاياته, وتحقق له الطمأنينة في هذه الحياة الدنيا وما بعدها, كما أن فقهها والعمل بمقتضاها يحقق السعادة والتفوق على كافة المستويات كأفراد أو أمم أو مجتمعات، ومن أمثلة ذلك أنه سبحانه وتعالى قال (وقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ) (فصلت :10) وقال تعالى (كُلاً نُّمِدُّ هَؤُلاءِ وهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ومَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) (الإسراء :20) وقال صلى الله عليه وسلم "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" وقال صلى الله عليه وسلم "واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا".

فكلما عَظُمَت إرادتنا وتزايد جهدنا وأحسنَّا التعامل مع سنن الله تعالى وحققناها في أنفسنا وواقعنا؛ تغيَّرت أحوالنا وتحققت أهدافنا.

كما أن غياب فقه هذه السنن يؤول بأصحابه إلى الفوضى والاضطراب والتأخر, بل واليأس والقنوط, ومن هنا فإن دراسة هذه السنن واستنباطها من القرآن الكريم والسنة الشريفة, ودراسة المنهج القويم في تطبيقها على أرض الواقع تعين في رسم خارطة الطريق لمن ينشد العلو والتقدم في الدنيا والآخرة.

سُنَّة التغيير:

فالله عز وجل لا يُحَابي ولا يجامل أحدًا؛ فهذه سنن إلهية، وقوانين سماوية، لا تتبدَّل ولا تتغير(وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الفتح: 23)، فالتغيير سُنَّةٌ ثابتة من السنن الإلهية تفرض نفسها، وضابطها قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (الرعد: 11)، وهذا ما ندعو إليه جميع الأمم والشعوب؛ أن تُغيِّر من نفسها، وأن تتقرَّب من ربها، وأن تُحقِّق في ذاتها موجباتِ نصرِ ربها.

فالأمم لا تستطيع أن تُغيِّر واقعها إلا بعد أن تُغيِّر من ذاتها، وتجاري القانون الفطري الإلهي، فتاريخ كل أمة إنما هو نتاجٌ لتحدِّي الظروف التي واجهتها، ولقد حقَّق الإنسان حضارته وتقدمه بتغلُّبه على مواقف ذات صعوباتٍ خاصة، فالسنن لا تتأثر بالأماني، وإنما تتأثر بالأعمال العظيمة والجهود المنظَّمة والخطط المحكمة؛ للوصول إلى النتائج المرجوَّة؛ فإرادة الإنسان تلعب الدور الفاعل في صنع المتغيرات وتطويعها لصالحه، والاختبارات الربانية بالأحداث سنن من السنن الإلهية في الإنسان ليتم الفرز والتمييز، لذلك قال عز من قائل (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ومَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَلكُمْ عَلَى الغَيْبِ ولَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ وإن تُؤْمِنُوا وتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (آل عمران :179)

سُنَّة التَّداول:

لقد ظنَّ البعض أن طغيان الجبابرة وطول مكثهم على كراسي الحكم أصبح أمرًا واقعًا، وعلينا التعايش معه والرضوخ له، ونسي أو تناسى سُنَّة تداول الأيام بين الناس (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (آل عمران: 140)، وهذه السنة نافذة بحسب ما تقتضيه سنة تغيير ما بالأنفس.. (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (الأنفال: 55).

مداولة الأيام بين الناس، من الشِّدَّة إلى الرَّخاء، ومن الرخاء إلى الشدة، ومن النصر إلى الهزيمة، ومن الهزيمة إلى النصر، فالله لا يَعْجَل لعجلة أحد، وهو الأعلم بأحوال خلقه، ولا أحد أغير على الحق وأهله ولا أرحم بالمستضعفين منه سبحانه وتعالى. لكنها السنن، لقد هُزِم المسلمون وبينهم النبي صلى الله عليه وسلم قائد المعركة في أُحُد، عندما تخلَّى بعض الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا عن بعض أسباب النصر فكانت الهزيمة نتيجة عدم الأخذ بالأسباب ومخالفة السنن؛ إنها سُنَّة ربَّانية لا تتغير ولا تتبدل، لذلك كانت دروس الهزائم معالجة للأخطاء، فإذا ما عولجت الأخطاء عادت سنن النصر، وهذا ما حدث بالتحديد في اليوم التالي لغزوة أحد في حمراء الأسد (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ والرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ واتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) (آل عمران : 172)

النَّصر من عند الله:

إن سُنَّة النَّصر لا تتخلَّف متى استوفينا شروط تحققها، وأهمها الاستقامة على منهج الله تعالى بطاعة أمره واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم.. قال تعالى: (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ) (محمد: 7)، فعلينا نصرة الله في ذوات نفوسنا وواقع حياتنا، وجاءت عوامل النصر جليةً واضحةً في قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 45، 46).

وعلينا أن نَعِيَ أن النصر من عند الله سبحانه (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) (الأنفال:10)؛ فلنحرص على رضا الله؛ فهو الناصر والمعين. وأنه سبحانه ناصرٌ من ينصره: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ) (الحج: 40)، وأن النصر للمؤمنين (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم: 47)، ولن يتحقق إلا بالمؤمنين، فلنُحقِّق صفات المؤمنين وموجبات النصر في أنفسنا ومجتمعاتنا؛ ليتنزل علينا نصر ربنا.

سُنَّة التَّدافُع:

إن التدافع بين الحق والباطل، والظلم والعدل، والخير والشر أمر لابد من وقوعه.. يقول تعالى مُقرِّرًا هذه السنة الكونية (وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ) (البقرة: 251)، فيجب علينا الإيمان بها والتعامل معها وفق الضوابط الشرعية المحددة لذلك من الدعوة بالتي هي أحسن, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والإصلاح, والنَّصيحة, وقول الحق, والتعاون على البرِّ والتقوى, والنهي عن التعاون على الإثم والعدوان, ونفع الآخرين والإحسان إليهم، وغيرها... من قيم وضوابط حاكمة لذلك، فإذا ما تولى أي إنسان مسئولية وجب عليه أن يعلم أن الله عز وجل حمله أمانة وهو سائله عنها لا محالة أحفظ أم ضيع، وأصابته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الدعوة المستجابة إما له وإما عليه "اللهم من ولي من أمر الأمة شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر الأمة شيئا فشق عليهم فشقق عليه".

وقد حمل الله عز وجل أيضا الشعب مسئولية أخرى أن يقوم بواجباته كما يطالب بحقوقه، فالمسئولية مشتركة، وقد أوجب الله عز وجل على المحكومين مسئولية النصح للحاكم والتناصح فيما بينهما، فإذا قصرت الأمة في واجب النصيحة عوقبت بالقيادة الظالمة "فكما تكونوا يولى عليكم" وإن قامت الأمة بواجباتها وأحسن استخدام حقوقها أصلح الله الراعي والرعية.

التوكل على الله والأخذ بالأسباب:

فإذا وُجِدَت الأسباب تبعتها النتائج؛ إذ إن حدوثَ التغيير من الله عزَّ وجلَّ مترتب على حدوثه من البشر، والله سبحانه قد أمرنا بالأخذ بالأسباب، ولم يأمرنا بتحقيق النتائج، وهذا كان واضحًا وجليًّا في ثورات الشعوب، فعندما تحرَّك الناس وانتفضوا ضدَّ الظلم والظالمين وكانوا إيجابيين؛ نصرهم الله تعالى، وأيَّدهم بمددٍ من عنده.

إن المرحلة المقبلة تحتاج من الجميع أن يأخذوا بالأسباب على طريق النهضة والحرية والتقدم، وتحقيق العدل والمساواة، ونصرة المظلوم، حتى يتحقق وعد الله سبحانه، وتتنزَّل علينا بركاته ويُتِمَّ علينا فضله ومنّه.

ومن الأسباب التي يجب الأخذ بها إعلاء منظومة القيم الكليَّة من عدل وحرية وإخاء ومساواة والتعاون والتكافل بين الجميع، وإعلاء إرادة الشعوب وحسن توظيف الطاقات، وحسن استغلال الأوقات وعدم التخوين أو الإقصاء، وبناء دولة المؤسسات التي ترعى كل ذلك وتحفظه.

الوحدة وعدم الفرقة:

إن وحدتنا سرُّ قوتنا، وحدتنا جميعًا.. مسلمين ومسيحيين.. رجالاً ونساءً.. شبابًا وشيوخًا، وكل التيارات والانتماءات السياسية على اختلاف توجهاتها ومشاربها.. (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال: 46)، فعلينا جميعًا التوحُّد والتكاتف حول القضايا الكبرى للوطن وآماله وآلامه، والعمل على ازدهاره ونمائه وتقدُّمه، فالمعركة الحقيقية قبل أن تكون مع الأعداء فهي مع أنفسنا؛ لذا لابد من العمل على إصلاحها وتزكيتها، لأن النفس هى معركتنا الأولى، فمن انتصر على نفسه وامتلك زمامها كان على غيرها أقدر، لذلك قال الله عز وجل (ونَفْسٍ ومَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) (الشمس 8 : 10) وعند صلاح النفوس وصفاء النفوس يكون هذا أكبر عونا بإذن الله على استيعاب بعضنا بعضا والتعايش والتعاون المثمر والبنَّاء بين جميع أبناء الوطن، لأن "أنا" اختفت وحل محلها "نحن" ولنحرص على وحدة الصف والكلمة والهدف والمصير ونغلب الصالح العام على الخاص لننال رضى الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة، ولو راجعنا تاريخ البشرية على طول فترات استعمار بعضها لبعض وتنوع أساليب الاستعمار واختلاف المستعمِرين والمستعمَرين كانت السياسة واحدة "فرق تسد" وكانت خلاصة الحكمة العربية التي قالها الشاعر بحق:

تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرًا وإذا افترقن تكسرت آحادا

الجزاء من جنس العمل

كلُّ مَن يعمل بعملٍ يُثاب بمثله، فليحدِّد كلٌّ منا عمله ليُجزى به، سواء كان خيرًا أم غير ذلك.. يقول تعالى: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) (النساء: 123)، (وكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ومَا يَمْكُرُونَ إلا بِأَنفُسِهِمْ ومَا يَشْعُرُونَ) (الأنعام :123) ولذلك تأتي سنة وعيد الله لهم التي لا تتبدل (ولا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلا بِأَهْلِهِ) (فاطر : 43) ويقابل هذه السنة سنة أخرى بوعد الله (والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ) (العنكبوت : 69)، فليُحدِّد كل منا نتيجة عمله بيده وبما يقدمه هو؛ فالجزاء من جنس العمل، لذلك وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الضوابط التنفيذية للحرية التي يسيئ البعض استخدامها "اعمل ما شئت فإنك مجز به" "واعمل ما شئت فكما تدين تدان وبالكيل الذي كلت به تكتال"

وبعد..
إن طريق النصر يبدأ بفهم سنن الله سبحانه التي تحكم الحياة وتسخيرها على الوجه الصحيح، ولذلك أوصانا الأستاذ البنا رحمه الله هذه الوصية الغالية "لا تُصادموا نواميس الكون فإنها غلَّابة، ولكن غالبوها واستخدموها, وحوِّلوا تيارها، واستعينوا ببعضها على بعض، وتَرقَّبوا ساعة النصر، وما هي منكم ببعيد" فلنحذر من تجاهلها فإنها تسري على كل شيء في هذا الوجود، من غير تمييز، سواء أكان هذا الشيء ماديًّا أم معنويًّا، ونحن البشر خاضعون كغيرنا من خلائق هذا الوجود لسنن الله تعالى، شئنا أم أبينا، وهذه الحقيقة تُحَتِّم علينا مسايرة هذه السُّنن؛ لكي نتمكن من تسخيرها فيما ينفعنا، وإلا فإن مخالفة السُّنن أو معاندتها لا تأتي بخير.

فهذه بعض السُّنَن التي لا تتغير ولا تتبدل، فلنحذر من مخالفتها وإتيان أسباب زوال النعم عن الأمم، وعلى رأسها أن يفشو فيهم الظُّلم وعدم إقامة العدل؛ في أخذهما لله عزَّ وجلَّ بالسنين، ويعاقبهم بجور السلطان، ويبتليهم بالأمراض والفقر، ويجعل بأسهم بينهم، فعلينا أن نُحْسِن التعامل معها والتعرض لها، وأن نسعى جاهدين لتطبيقها في واقع حياتنا وإنزالها منزلتها المستحقة؛ ليديم الله علينا نعمه وعطاياه، فبالشكر تدوم النعم، وإن الشكر ليس فقط باللسان والجنان، ولكن بالعمل والإحسان والإتقان (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (سبأ : 13) ولنتوحَّد على مصالح أمتنا العليا، ونترفَّع عن صغائر الأمور، وليبذل كل منا قصارى جهده ووسعه؛ لنستحق نصر الله تعالى وتأييده ودعمه لنا، (إنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا والَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) ( النحل : 128)

وصلَّى اللهمَّ على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم
والله أكبر ولله الحمد

القاهرة في : 15 من جمادى الآخرة 1434هـ الموافق 25 من أبريل 2013م