تحدثنا في المرة السابقة عن بعض سمات البيت المسلم، واليوم نستكملها:

5- حسن الهندام والهيئة:

وذلك داخل البيت وخارجه دون إسراف، فالأسرة كلها حسنة المظهر، ففي البيت لا تبقي بملابس النوم لبقية اليوم مثلاً، فبدليها بملابس مناسبة.

- أنت وأولادك محل أنظار الناس، وأول ما يقع عليه النظر الملابس؛ فاجعلي الناس يحسنون الظن بربة البيت النظيفة المهندمة، فالملابس النظيفة المكوية تُضفي على شخصية الزوج والأولاد، وتربي العزة والقوة الشخصية، ولكن بدون إسراف وبدون تكديس للملابس الزائدة.

- وضع الملابس في أماكنها لكل فرد، وعدم بعثرتها، وتعويد الأبناء على تعليقها.

- عند غسلك للغسيل تذكري غسل ذنوبك بالتوبة، وعند النشر تفكري في خلق الله للكون، وعند كي الملابس تذكري النار وحرارتها؛ فاجعلي وقتك كله ذكر أثناء أداء أعمالك المنزلية.

- احرصي على ستر الملابس الداخلية عند نشر الغسيل قدر الإمكان.

- كذلك ستر عورتك (غطاء الرأس) عند فتح الباب أو نشر الغسيل.

- اعصري الغسيل جيدًا؛ حتى لا يتساقط الماء على غسيل جارتك، وإن أذاكِ الجيران فسامحيهم ونبهيهم بالمعروف.

- التصدق بالملابس التي حالتها جيدة للفقراء والمساكين.

6- الاقتصاد في المعيشة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من كان آمنًا في سربه، معافًى في جسده عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".

فعليكِ بالاعتدال في المأكل والمشرب والملبس.

- يُفضل عمل ميزانية للمصاريف المنزلية الشهرية تتفق مع الإيراد أو الدخل، ولو تيسَّر ادخار شيء ولو قليل يكون خيرًا.

- احرصي على تحري الحلال في مالكم، مثل المرأة التي كانت تقول: (اتقِ الله فينا ولا تطعمنا من حرام؛ فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار)، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رَحِم اللهُ امرَأً اكتسَبَ طيبًا وأنْفَقَ قصدًا وقدَّم فَضْلاً ليوم فَقْرِه وحَاجَتِه".

- إعدادكِ لطعام أهل بيتك، لكِ فيه أجر فجددي النية.

- احرصي على إعداد كل شيء في البيت، ولا تشتري الجاهز فهذا أوفر وأكثر صحةً.

- لا تنسي التسمية عند إعداد الطعام لتحصيل البركة، وكذلك عند الأكل.

- اتقني فنَّ الطهي؛ حتى يصبح طعامك محببًا لزوجك ولأولادك.

- لا تسرفي في الوقت أثناء إعداد الطعام أو شرائه، يمكنك شراءه مرة في الأسبوع مثلاً، أو عند عودتك من موعد.

- انتهي من إعداد الطعام قبل حضور الزوج والأولاد؛ حتى تُعطي لكلٍّ حقه في الرعاية.

- يمكن للأبناء التعاون معكِ، حتى ولو في شراء بعض الأطعمة أو في رفع الصحون وغسلها أو الطبخ (في العطلة) خاصةً البنات، وكافئي المتقن المجتهد.

- كل حبة أرز أو قطعة خبز أو نقطة ماء نعمة من الله عز وجل، فلا تهدريها، ولا تُلقي بشيءٍ من الطعام في سلة المهملات، إلا أن يكون فاسدًا.

- إن التدبير نصف المعيشة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "ما عال من اقتصد"، (اخشوشنوا؛ فإن النعم لا تدوم).

- يمكنكِ إهداء بعض الجيران بعض الأطباق الشهية؛ خاصةً إذا شموا الرائحة.

- لا تنسي الفقراء والمحتاجين واليتامى، فإما تعطيهم من الطعام أو تقتصدي، وتجعلي الفارق من المال صدقة لهم.

- من المفيد أن يعلم أهل البيت مستوى المعيشة للأسرة؛ حتى لا يطلبوا أكثر مما هو موجود، وإذا أسرف أحدهم يُنبه لذلك.

- مراعاة آداب الطعام ومتابعة الأبناء في ذلك، اجتماع الأسرة على وجبة الطعام ولو مرة أسبوعيًّا، مهم جدًّا وفيه بركة، رُوي أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع، فقال: "فلعلكم متفرقون؟" قالوا : نعم، قال: "فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا الله عليه، يبارك لكم".

- قانون البركة، حديث "طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي أربعة...".

- دعوة الأهل والأقارب على طعام أو إرسال هدية لهم.

- إحياء سنة الولائم الإسلامية؛ مثل العقيقة والوليمة والوكيرة.

7- تربية الأولاد لله:

- ﴿رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي﴾ (آل عمران: من الآية 35).

- الأولاد قطعة منك تمشي على الأرض، هبة الله لك، وأمانة عندك فاشكري الواهب، وأحسني تربيتهم على أكمل وجه ليعزَّ الله بهم الإسلام.

- فعليك بالصبر وقوة التحمل والبذل والتضحية والرأفة والرحمة والشفقة والحنان والأمانة وتحمل المسئولية، كلها صفات تحتاجها الأم في تربية أبنائها، فإن لم يكن لديك بعضها فالباقي يُكتسب، فإنما الحلم بالتحلم والعلم بالتعلم. كما أن وجود الأبناء وخدمتهم تدريب لاكتساب هذه الصفات؛ وأهمها ضبط الأعصاب والقدوة والخبرة في التعامل مع المراحل السنية المختلفة، وذلك عن طريق سماع محاضرة أو شريط أو قراءة كتاب أو استشارات ذوات الخبرة.

- نتقي الله في أبنائنا بالعدل بينهم في العطاء والحب والحنان، كلٌّ حسب سنه.

- لا بد أن يكون هناك تواصل بين الأبوين والأبناء وحوار هادئ مفيد، وملاحظة الأبناء في العبادات والسلوكيات باستمرار؛ حتى لا يتشربوا شيئًا ضارًّا من الخارج.

- جاهدي نفسك وعوديها الصبر عند رؤية أي تقصير من الأولاد، وعامليهم بالحلم قدر المستطاع.

- الحرص على استذكار الأولاد دروسهم بنظام، وأن يتفوقوا في دروسهم وأخلاقهم ودينهم.

- الحرص على وجود قواعد للانضباط في الدخول والخروج من وإلى البيت، وعدم التأخر خارج البيت إلا لضرورة؛ خاصةً البنات.

- لا تنسي حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "إذ مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث- ومنها-... ولد صالح يدعو له".

- عدم إظهار الخلاف بين الزوجين أمام الأبناء؛ حتى يشعروا أنهم في أمان واستقرار.

8- الاهتمام بالصحة والرياضة:

- وذلك بتهوية المنزل والفراش وتعرضه للشمس، الغذاء المتوازن.

- الذهاب إلى الطبيب، وعدم التأخر حتى لا يزداد المرض، والشافي هو الله.

- اهتمام الأسرة كلها بالرياضة، ولو بتمرينات داخل المنزل حتى البنات والأم.

- إذا تيسَّر الاشتراك في نوع من الرياضة خارج المنزل في مكان آمن ومناسب يكون خيرًا.

- الاستيقاظ المبكر والنوم المبكر قدر الإمكان، فالبركة في البكور.

9- التزين للزوج وحسن العشرة:

فهو أمرٌ واجبٌ من الزوجة لزوجها، وتُثاب على ذلك، والله يرضى عنها لرضى زوجها عنها؛ وذلك بطهارة البدن بالاستحمام وطهارة القلب.

والسواك والتطيب؛ حتى تبدو في أبهى صورة وبدون إسراف، دعاء النظر إلى المرأة.

جمال الصورة، مع جمال العشرة الطيبة يُقوي العلاقة بينكما، وأيضًا تعفي زوجك عن المعصية فلا تأثمي، ولا تنسي سنن الفطرة.

في النهاية: يا أختاه اتقِ الله في دينكِ وبيتكِ وأهلكِ، يباركِ الله لكِ في دنياكِ وآخرتكِ.