و يقابل العمل المؤسسي مجموعة من التحديات منها: 

1 ـ تحقيق التوازن بين الإبداع والعمل التنظميي. 

2 ـ تحقيق التوازن بين واجبات الفرد وأدوار الجماعة : تحقيق أهداف المؤسسة مسئولية فردية وجماعية فتكوين الفرد المسلم والبيت المسلم واجب كل أخ على حدته، وإرشاد المجتمع واجب مشترك بين الفرد والجماعة وباقي مراتب ركن العمل مسئولية أساسية للجماعة. 

3 ـ تحقيق التوازن بين الأخوة والمحاسبة: فالأخوة تقتضي الحب، والتقدير، والاحترام المتبادل، وتلمس الأعذار، وسلامة الصدر، والإيثار، والتناصح، وغير ذلك من واجبات الأخوة. والمحاسبة تقتضي الصراحة والوضوح وإقامة اللوائح وإثابة المحسن، ومعاقبة المخطئ، وتقديم الكفاءات، وتأخير أصحاب القدرات الضعيفة دون تحرج أو مجاملة، ودور المؤسسة تحقيق التوان بين هذه المعاني جميعاً.

مقتضي الأخوة : يا أبا ذر إني أحبك فلا تدَعَنّ دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. 

مقتضي المحاسبة يا أبا ذر أنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة.

❤️الثقة فى الجنود تنمي القدرات: 

إن الثقة في الأفراد تفجر الطاقات، وتنمي المواهب والقدرات، وتحرر الفكر، وتنضج الملكات، وتنمي الشخصية، وتصقل المواهب، وتزيد من ثقة الفرد في نفسه وثقته في قيادته، والقائد الرباني هو الذي يربي قادة لا أتباعاً، ويجني من غرس يده قيادات لا تقل عنه كفاءة، بل قد تتفوق عليه، ولا يجد في نفسه غضاضة أن يعمل جندياً مع بعضهم في مرحلة من المراحل؛ فيتعلمون منه جندياً كما تعلموا منه قائداً. والقائد الحقيقي لا ينافس الأفراد ولا يُضيق عليهم، ولا يَضيق بهم، وإنما يفسح لهم في قلبه وعقله ووقته، كما يفسح لهم في الميدان العملي ليدربهم علي عينه.

وسيرة المربي الأعظم صلى الله عليه وسلم مليئة بالشواهد على تربيته للقادة بالثقة فيهم وفي قدراتهم، فاختياره صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد رضي الله عنه لقيادة جيش البلقاء والداروم جعل منه قائداً عسكرياً فذاً، وقوله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن مسعود: "أتعجبون من دقه ساقه. إنها أثقل عند الله من جبل أحد" فجر ينابيع الثقة في نفس ابن مسعود ودفعه أن يغشى مجالس الكفار ويقرع أسماعهم بالقرآن الكريم، مستهينا بما يصيبه من أذي، وقد دخل خالد بن الوليد الإسلام بمقولة بلغته عن رسول الله ملأته ثقة في نفسه وفي مستقبله مع الدين الذي حاربه طويلاً؛ فقد بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما مثل خالد يجهل هذا الأمر، وإن له عقلاً رجوت ألا يسلمه إلا لخير، ولئن جاءنا قدمناه على غيره" فأسلم و لقبه صلى الله عليه وسلم بسيف الله المسلول، و قدمه على غيره، وكذلك فعل خليفته أبو بكر رضي الله عنه؛ فظهرت عبقريته الحربية وملأت شهرته الآفاق.