عمار- مصر

إخواني الكرام: إني أُحبكم في الله، بدايةً أنا متزوج ولله عندي ولدان أحدهما يبلغ من العمر خمس سنوات والآخر يبلغ ثلاث سنوات، وبفضل الله مهتم بعملية التربية الإسلامية أنا وزوجتي، وقد قرأنا في ذلك كتبًا كثيرةً مثل: تربية الأولاد في الإسلام د. عبد الله ناصح علوان، وفن تربية الأبناء د. محمد سعيد مرسي، والمهام التربوية للآباء، وكيف تكون أبًا ناجحًا، وسلسلة د. محمد سعيد وكتب أخرى.

المشكلة أنه يأتي إليَّ ضيوف كثيرة وأبنائي كثيرو الحركة لطبيعة المرحلة؛ فيشتكي ضيوفي من أطفالي فأشرح لهم ما قرأته فيطلب مني أحدهم أن أضربهم، ويقول الآخر: الكلام ده مش في الكتب، ردًّا على الأول تهكمًا، وأنا بفضل الله لا أذكر أني ضربت أحدهم قط، وألعب معهم يوميًّا قرابة الساعة فأصبحتُ في حيرةٍ من أمري أيهما صواب: قراءاتي أم خبرة ضيوفي وممارساتهم؟.

ملحوظة: ضيوفي أحسبهم على خيرٍ ولا أُزكي على الله أحدًا.. وجزاكم الله خيرًا برجاء سرعة الرد.

الإجابة

 

 

المستشار: الدكتور حاتم آدم استشاري الصحة النفسية.

الأخ الحبيب الفاضل عمار: السلام عليكم ورحمة الله...

أود أن أذكر لك مجموعة من الحقائق التربوية الخاصة بالطفل، وعليك أن تضعها في اعتبارك:.

1- الطفل الطبيعي السَّوي يكون فضوليٌّ فوضويٌّ همجيُّ أنانيٌّ متمركزٌ حول ذاته كثيرُ النشاط والحركة، وتأتي عملية التربية لتحويله إلى كائنٍ اجتماعي يعرف معنى الآخر ويقدر على التعامل والتكيف معه... والعملية التربوية هذه لا بد أن تتم من خلال علاقة دافئة يظللها الحب والحنان من الوالدين.

2- الطفل جاهل بطبعه، لا يعرف الخطأ ولا الصواب، ولا الحلال ولا الحرام، ولا الصح ولا العيب... فكيف نحاسبه وهو يجهل الأمر؟ فلا بد من توجيهه أولاً وإفهامه برفقٍ ولِينٍ مثل أن نقول له: هذا عيب.. هذا يضايق أباك وأمك.. ومع الإفهام نتوقع تكرار الخطأ، ولا بد من الصبر وسعة الصدر وتكرار الإفهام.

3- لا بد للطفل من اللعب، سواءً مع نفسه بألعاب مُسلية أو مع الآخرين بالألعاب الجماعية؛ حتى يتم تفريغ الطاقة الموجودة بداخله.. فحاول أثناء وجود ضيوفك أن تُوفِّر أماكنَ للعب أولادك بعيدًا عنهم، وبالتدريج واللين والتكرار عَلِّمْهم أن يَدخلوا ويُسلِّمُوا على الضيوف ويجلسوا بدون شغبٍ وكافئهم على ذلك.

4- لا أدري لماذا يتضرر ضيوفك من شقاوة الأولاد؟ فكل إنسان عنده طفل أو سمع عن طفلٍ في عائلته يعرف أنه يحدث شقاوات ومشاغبات مع الآخرين، وخاصةً الكبار كطريقة للفت الانتباه فأين الخطأ؟ ولماذا التضرر؟.
أرجوك أوصل لهم رسالتي هذه بالنص، واطلب من أولادك برفقٍ أن يلعبوا بعيدًا عن الضيوف.

5- أكُرِّر وأُلِحُّ؛ ممنوع الضرب تحت سبعة أعوام؛ بل التوجيه والرفق واللين وقليل من الحزم، أما في الفترة من 6- 12 (فترة تكوين العادات الطيبة واقتلاع العادات السيئة) فلا يتم الضرب إلا عند: (تكرار الكذب وتعمُّده- تكرار السرقة وتعمُّدها- ترك الصلاة) على أن يكون الضرب هو آخر الأمر بعد الإيضاح والتبيين.
والله يوفقك ويرعاك ويجعل أولادك صالحين وفالحين.