د. عز الدين الكومي

نفى "طارق شوقي" وزير تعليم الانقلاب الفاشل تسمم طلاب المدارس في ثلاث محافظات مصرية بسبب وجبات التغذية الفاسدة والعصائر منتهية الصلاحية، زاعما أنه "لا يوجد حالة تسمم واحدة في كفر الشيخ أو قنا أو أسيوط، ولدينا منظومة على أعلى مستوى لإنتاج الوجبات المدرسية" .
 وعلى الرغم من أن الأذرع الإعلامية ومواقع الإنترنت نشرت تفاصيل حادثة التسمم، ونقلت تصريحات كثير من المسئولين أكدوا فيها أن السبب وراء تسمم التلاميذ هو الوجبات الفاسدة؛ إلا أن طارق شوقي يصرُّ على نفيه وإنكاره؛ لأنه يعلم أن المسئول الحقيقي عن هذا الفساد هو الجيش !! . 
ومع إصرار وزير الفشل على نفي وجود أيَّ حالات تسمم بين تلاميذ المدارس.. استدعى شماعة الإخوان ليعلق عليها فضيحة الوجبات الفاسدة التى ينتجها مصنع سايلو فودز التابع لجيش الكفتة، والذي حصل على حق تجهيز وجبات التلاميذ بالأمر المباشر  !! لأنه لو قال غير ذلك فسيكون مصيره مثل مصير وزيرة الصحة ! .
فقد قال وزير الفشل الذي يتفاخر بتوزيع 12 مليون وجبة يومياً : "إن هناك عمليات منظمة تتم في هذا الصدد، وإنه لا يمكن استخدام لفظ تسمم قبل خروج تأكيد من وزارة الصحة بذلك، وأن الدولة مهتمة بسلامة الطلاب، وأن جميع الأجهزة الرقابية والأمنية تعمل من أجل معرفة هذا الأمر، وجماعة الإخوان الإرهابية تروج شائعات تسمم الطلاب" .
ومن أين سيأتي التأكيد؟؟!! كما نعلم جميعاً أن "المعامل معاملنا  والورق ورقنا والمصنع مصنعنا" !!
وعلى طريقة مسرحية "شاهد مشفش حاجة" أكد وزير الفشل أن "التغذية المدرسية آمنة، وكل ما قيل لا أساس له من الصحة، وأن وزارة الصحة وهيئة سلامة الغذاء هي من تقوم بتصميم الوجبات التي تستهدف الأطفال الذين لديهم مشاكل صحية" .
كما أن الوزير المتواطئ يدَّعي أن الطلاب كانوا فى حالة إعياء فقط، وليس تسمما ! .
فمن أين جاء الإعياء إذن ؟!!
لقد حرص أيضاً على تسطيح الموضوع قائلاً : "إن المسألة تحدث بالإيحاء !! الطالب يشعر بإعياء ويذهب للمستشفى، ويتم التأكد من أنه لا يوجد تسمم ، أو يقوم المدرس بإخلاء مسئوليته ويرسل الطالب للمستشفى، وأن هناك جماعة كانت تعيش في مصر وقنوات فضائية معارضة تبث من خارج البلاد يقومون بعمليات منظمة" !! . 
وقد زعم "أن هناك جهة ما وعدت بتوزيع 500 جنيه على كل أسرة ترسل ابنها للمستشفى" !! .
ثم عاد ليقول: "إن بعض صغار الموردين وراء شائعات تسمم الطلاب بالوجبات المدرسية، وأن بعض أولياء الأمور حصلوا على وعد بالحصول على 500 جنيه حال الإدعاء بوجود تسمم في المستشفيات" .
والرأي العام يريد أن يعرف: من وراء الشائعات؟ .. الإخوان أم صغار الموردين؟!! بينما المسئول الأول عن الكارثة لم يقل من هي هذه الجهة؟ ولماذا لم يتم القبض على أفرادها، وإحالتهم إلى النيابة للتحقيق معهم لمعرفة من الذى يقف وراء هذا الأمر؟ .
والمؤكد أنه يعرف الجهة الفاسدة التي تورد الوجبات الفاسدة والعصير منتهي الصلاحية ، لكنه لا يمتلك الشجاعة لكي يعلن عن هذه الجهة لأنها غول الفساد الذي يرعاه جيش الكفتة !!. 
وإذا لم يكن هناك حالات تسمم كما زعم المذكور؛ فنحن نتساءل: لماذا تقرر وقف توزيع الوجبات في محافظتي أسيوط وقنا اعتبارًا من الأربعاء الماضي 2021/11/24 لحين انتهاء التحقيق بالشكاوى الواردة من بعض المحافظات بشأن التغذية المدرسية؟؟. 
وإذا لم يكن هناك حالات تسمم فلماذا أوقف المحافظون توزيع الوجبات المدرسية في المحافظات التي حدثت فيها حالات التسمم ؟ وفتحوا تحقيقاً في الواقعة مع الموزعين على المدارس ، وحللوا الوجبات، وأعلنوا على مدى أيام عن وجود وجبات فاسدة وعصائر منتهية الصلاحية؟!
ولم تكن واقعة تسمم الطلاب في محافظات كفر الشيخ وأسيوط وقنا هي الأولى من نوعها .. بل كانت هناك حادثة مشابهة فى 2017 عندما تسمم نحو 2243 تلميذاً في محافظة سوهاج ، إثر تناولهم وجبات مدرسية منتهية الصلاحية .
ومع ذلك لم يُحَلْ أي مسئول عن هذه الكارثة للتحقيق أو المحاكمة، وتم تسوية الأمر بأن التسمم ناتج عن سوء عمليات  التخزين، وعدم الالتزام بالضوابط التي حددتها الجهات المعنية عن التغذية المدرسية .
وهكذا في كل مرة تحدث.. فإما أن يتم تعليقها على شماعة الإخوان والتي لم تعد تقنع حتى السذج والبهاليل من أتباع الانقلاب العسكري ... وإما يتم البحث عن كبش فداء جديد وإنهاء الموضوع .. أو يتم إلهاء الشعب بقصة تافهة عن محمد رمضان أو عودة مرتضى منصور أو نشر فضائح المشخصاتية، أو نشر إحدى البطولات المزعومة لهيئة الرقابة الإدارية التي تحارب الفساد وتجتث جذوره!! . 
وهكذا تسير الأمور في شبه الدولة!!
ولك الله يا مصر .