سلمى- مصر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

مشكلتي أنني خجولة جدًّا وخاصةً عندما يتقدم لي عريس لا أستطيع التحدث أمامه أو أمام أهله، ويفسر أهله ذلك على أنه كِبْر ورفض للموضوع، ومشكلتي تتلخص في أنني حضرت إحدى الدورات التدريبية (كورس) وكان المدرب شابًّا وغير متزوج وطلب مني رقم الهاتف الخاص بي؛ بحجة أن هناك بعض الاستفسارات الخاصة في المادة العلمية، فأعطيته إياه بعد أن استأذنت أمي وأخي، وفوجئت به يتصل بي كثيرًا، وخجلي يمنعني من أن أقول لأمي أو أخي ذلك؛ فماذا أفعل معه؟ هل أغير رقمي بعد انتهاء التدريب؟ أفيدوني أفادكم الله.

* تجيب عليها: الداعية سمية رمضان أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو أستغفره وأتوب إليه..

عزيزتي قرأت رسالتك أكثر من مرة، لأفهم ما بين السطور؛ حيث إن عقلي لم يستوعب ما على السطور ولتسمحي لي أن يتناقش معك هذا العقل قليلاً، فكيف غاليتي تكونين خجولة جدًا لدرجة عدم استطاعة الحديث أمام عريسك، أو أهله، وفي الوقت ذاته تستطيعين التحدث مع الرجل الأجنبي وحدكما، بل السماح له بأن يطلب منك أصلاً رقم هاتفك الخاص لأي سبب كان، والمعروف أن الرجل لا يتجرأ إلا على المرأة التي تقبل وتشجعه على ذلك، إلا ما شذ وندر، ثم بعد ذلك تسمحين لهذا الغريب بأن يتحدث معك هاتفيًّا يوميًّا كما تذكرين، فعقلي يخاطبك: هل هذا خجل؟ فهو لا يصنف خجلاً على الإطلاق واجعلينا نُسَمِّه سوء تصرف، وعدم قدرة على رد الفعل المناسب في الوقت المناسب، ولتغيير ذلك يحتاج الأمر إلى معونة كبيرة من رب العالمين، فلعلك غاليتي لا تتدبرين كتاب الله ولم تتوقفي عند ردود الأنبياء الصالحين للفاسدين ولم تتدبري ردودهم للصالحين.

أنصحك أن تقرئي قصص الأنبياء وتتأملي وتتوقفي عند ردود فعل كل من ذكره الرحمن في القصص القرآني، وكذلك ليتك تعيدي قراءة السيرة النبوية، وتأملي رد فعل النبي- صلى الله عليه وسلم- على كل موقف وقلديه، واجعليه قدوتك، وحاولي إن عُرض عليك موقف، أن تعرضيه على ما تعلمت، وتسألي نفسك دوما في فترة التدريب لو كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مكاني ماذا سيكون رد فعله من الخُلق القرآني، وكذلك ليتك تقرئين عن الصحابيات وأيضًا قصص الحياة لمن نحسبهم صالحين، وأنصحك بحياة حسن البنا، والشيخ كشك رائع، لقد تعلمت منهم كثيرًا، ووضعوا لي في حياتي بصمات واضحة المعالم وأيضًا التلمساني، والقرضاوي، وغيرهم، وغيرهم.

 ونصيحتي لكل أم تربي وأب يعلم الطفل منذ سن الخامسة يستطيع أن يدرك فربوهم بالقصص المفيد من القرآن والسنة، وليتكم تتواصلون معهم بشرائط القصص القرآني والسني، فهو يأتي في شرائط مصورة رائعة، وكذلك المجاهدون أمثال عمر المختار. فقد رأيت بنفسي شريطًا كرتونيًّا يصور قصة حياته جذبني لنهاية الفيلم، فكيف بالأطفال؟ وكذلك أصحاب الأخدود كرتونيًّا رائعة، وغير ذلك كثيرًا؛ منها تتأصل اللغة العربية في الطفل بشكل فطري، فهو طوال يومه يسمع باللغة العربية ما يحب، ومنها أنه تتعمق فيه أخلاقيات رائعة، نريدها لأولادنا، حتى لا يعانون مثل سلمى بعد أن يكبروا، أما الطفل في العشرة، فهناك شرائط لقصص الأمة ومن نحسبهم صالحين تبث معاني، في الشاب لا تمحى بسهولة وللأطفال من الثالثة على الأم المربية أن تصطحبهم عند نومهم وتروي لهم قصص الأنبياء فيما يفهون، وتوصل لهم دومًا رسائل إيجابية يستطيع عقل الطفل استيعابها، وهذه مهمة خاصة جدًا لو قصَّر فيها الوالدان، وهما مسئولان عن كل ما يعاني ولدهما بعد ذلك..

 عمومًا.. سلمى..

 ديننا نستطيع أن نبدأ معه في أي سن كان؛ فعَلّمي نفسك من الآن ما لم تتعلميه من قبل، وأؤكد لك أن النتيجة ستكون مبهرة بحول الله وقوته..
جزاك الله خيرًا لتواصلك وبالتوفيق والسعادة دمتي.