م. حاتم عزام: عنف الانقلاب يؤكد فشل الانقلابيين في تغيير المسار الديمقراطي

الغباء العسكري وراء انضمام عناصر جديدة لحركة مناهضة الانقلاب

المستشار وليد شرابي: مطلوب وفد حقوقي للتحقيق في اقتحام دلجا

د. مجدي قرقر: أذرع الانقلاب تؤجج الفتن الطائفية بين الأهالي

تحقيق- سماح إبراهيم:

 

4 أحرف سطرت بصمود أهلها ملحمة مأساوية, إنها "دلجا " إحدى قرى مركز ديرمواس بمحافظة المنيا، والتي أصبحت بين ليلة وضحاها محط اهتمام إعلامي محلي وعالمي.. الجميع يتساءل عن حقيقة ما يدور على أرضها, في ظل تشويه إعلام الانقلابيين للحقائق وفقدان مصداقيته بالداخل والخارج.

 

البداية القرية التي تعرضت للاقتحام برًا وجوًا على يد الانقلاب الذي يخون الأمانة ويستخدم جيش الشعب في إرهاب الشعب وترويعه؛ حيث تم فجر يوم 16 سبتمبر الجاري قصف المنازل والمساجد وتحليق الآباتشي فوق المزارع والجبال لضربهم بالقنابل المسيلة للدموع, واعتقال المئات من أبنائها, ليسجل التاريخ جريمة مروعة جديدة تضاف لخارطة طريق الانقلابين الذين لا يتورعون عن ارتكاب المجازر كما حدث في رابعة العدوية والنهضة وغيرهما من الميادين!!

 

                  البداية.. من هنا

مثل غالبية الشعب المصري العظيم اعترض أهالي قرية دلجا على الانقلاب العسكري ضد الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي, الأمر الذي أثار غضب أبناء القرية وقادهم لانتفاضة شعبية بتنظيم العديد من المسيرات المنددة بالانقلاب داخل حدود القرية, في الوقت الذي أعلن فيه الآلاف من الأهالي النزوح إلى القاهرة ومواصلة الاعتصام بميدان رابعة العدوية حتى عودة الشرعية, وعقب وقوع مجزرة فض الميادين 14 أغسطس خرج أهالي القرية بمسيرات حاشدة، تنديدًا بفض الاعتصام وقتل آلاف من المصريين على أيدي قوات الانقلابيين, وخلال الفعاليات اليومية لهم تعرضت مسيرة ليلية لإطلاق نار من قبل أحد نصارى القرية ويدعى نادي، أسفرت عن إصابة 3 أشخاص من المتظاهرين، مات أحدهم لاحقًا بالمستشفى، كما تعرضت بعض متظاهرات القرية إلى إطلاق الرصاص الحي من قبل قناصة الشرطة الذين اعتلوا مركز شرطة ديرمواس ومبنى مجلس المدينة، ما نتج عنه استشهاد بعضهن وإصابة البعض الآخر.

 

في الوقت ذاته سارع بعض البلطجية التابعين للشرطة بإحراق بعض الكنائس والاستراحات التابعة لها، وهو ما أكده راعي كنيسة ماري جرجس «القس يوسف أيوب» في تصريحات صحفية، مؤكدًا أن المسلمين يدافعون عن كنائس القرية ويحمون ممتلكات أهلهم من النصارى ولا علاقة لهم بالحادث.              

 

واتسم أهالي دلجا بالتجديد وابتكار الطرق غير المألوفة للتعبير عن رفضهم للانقلاب التي كانت تلفت الأنظار إليهم وأبرزها مسيرة بالحمير والتي أعلنوا من خلالها رفضوهم أن يحكم مصر "سيسي"!!

 

وأمام كل مظاهر الصمود لم تجد قوات الجيش والشرطة وأمن الانقلاب سوى أن تختلق الحجج لاقتحام القرية كرد اعتبار لرفض الشعب الحكم العسكري الذي لفت أنظار الجميع بالداخل والخارج فقام باقتحام القرية بحجة حماية المسيحيين الذين أرسلوا نداءات استغاثة إلى الجيش لرفع الاضطهاد الواقع عليهم.

 

إخوان أون لاين يحاور متخصصين سياسيين وقانونيين لمناقشة الدوافع الحقيقية للانقلابيين من وراء إبادة قرية "دلجا", والسيناريوهات المتوقعة لمواجهة الشعب للعنف الأمني لقوي الانقلاب, ومقترحات للخروج من الأزمة الراهنة, فالي التفاصيل:

 

                    فشل الانقلابين!

المهندس حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط يؤكد أن اللجوء للعنف الأمني في حل المشكلات السياسية دليل قاطع على فشل قادة الانقلاب في تغيير المسار الديمقراطي رغم إطاحتهم بكل الاستحقاقات الشعبية, موضحًا أن المجازر التي تدشنها قوى الانقلاب بقيادة السيسي كل يوم تلو الآخر بحق المتظاهرين السلميين, ولعل آخرها مجزرة دلجا كان لها دور إيجابي في استمرار المظاهرات والمسيرات بقوة وزخم وانضمام عناصر جديدة لحركة مناهضة الانقلاب وإلى تحالف دعم الشرعية ولثوار مصر السلميين.

 

ويوضح أن اقتحام قوات الجيش والشرطة لقرية دلجا بمثابة حلقة من حلقات المأساة التي يعانيها الشعب المصري من مسلسل الانقلاب على الشرعية الذي أخرجه عبد الفتاح السيسي لينصب نفسه واصيًا على الشعب المصري.

 

ويقول إن قوى الانقلاب لم تتوقع أن يحقق المسار الثوري والاحتجاجي بقرية دلجا وخروج الآلاف منهم في مليونيات سلمية معرضين أنفسهم للملاحقات الأمنية والبطش والتنكيل من قبل الشرطة العسكرية, متحملين مشاق الحر والعطش وتمسكهم بالديمقراطية والسلمية رغم كل ما يواجهون من عنف واعتقالات.

 

ويستنكر عزام وحشية التعامل لقوات أمن الانقلاب منذ مجزرة الحرس الجمهوري، مرورًا بمجازر الفض ومواجهة المظاهرات وسيناء وأخيرًا دلجا, واقتحامهم البيوت بالطائرات والدبابات وإنزال الجنود على أسطح المنازل لإبادة وقنص مؤيدي الشرعية، مؤكدًا تكرار سيناريو دلجا في كل منطقة تقف ضد الانقلاب العسكري وتندد بحكم السيسي وقادة الانقلاب.

 

                   تدليس الحقائق

وحول الدوافع الواهية التي يدعيها الانقلابيون لتبرير مجزرتهم والتي تزعم أن بالقرية متطرفين حرقوا الكنائس أكد عزام أن هذه الرواية مجرد اختلاق لأكاذيب لا صحة لها على أرض الواقع لتمرير جرائمهم , مشيرًا أن راعي الكنيسة القس يوسف أيوب كذب هذه الرواية الساذجة من خلال مداخلته بفضائية أون تي في، وأكد أن البلطجية هم من أحرقوا الكنائس، كما تم تبادل فيديو لمواطنين مسيحيين من دلجا نفوا فيه ادعاءات تهجيرهم من المنازل.

 

وحيا أبناء دلجا الأحرار دلجا وصمودهم في وجه الانقلاب بمسيرات وفعاليات سلمية رغم الحصار الأمني وعمليات الإرهاب الذي تعرضوا له.

 

ويرى المستشار وليد شرابي المتحدث الرسمي لحركة قضاة من أجل مصر، أن الانقلابيين الآن يحاولون إحداث فتنة طائفية وتأجيج صراعات مفتعلة بين المصريين لإشعال حرب أهلية في محاولة منه لغسل يده الملطخة بالدماء وإخفاء الجرم الذي ارتكبه في المجازر الدموية التي يقودها بين حين والآخر.

 

ويصف مداهمة قوات الأمن لقرية دلجا واعتقال شباب القرية والتصفية الجسدية لكل من شارك باعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة بأنها استمرار للسياسة القمعية التي ينتهجها الانقلابيون ضد كل من يعارضهم وما يحدث الآن في قرية دلجا لا يزيد المشهد إلا تعقيدًا.

 

ويشدد على ضرورة تشكيل وفد حقوقي على وجه السرعة لزيارة القرية وتقصي الحقائق للوقوف على الأوضاع الملتهبة التي تمر بها دلجا وصمود وسليمة الأهالي أمام العنف المفرط وتلفيق القضايا لكل من يعارض الانقلاب الدموي.

 

ومن جانبه يؤكد الدكتور مجدي قرقر, أمين عام الحزب أن مجزرة دلجا الغرض منها هو قمع أبناء القرية الرافضين للانقلاب العسكري, موضحًا أن الإسلاميين لم يتعرضوا للكنائس بل هم من يحموها, مشيرًا أن قوات الأمن والقساوسة بالمنيا أكدوا أن المعتدين على الكنائس بلطجية وأن الشرطة تقاعست عن حماية الكنائس وقتها.

 

                    الأقنعة صهيونية

ولفت النظر إلى أن يوم المجزرة يوافق مناسبتين هامتين وهما استشهاد الزعيم والمناضل الليبي عمر المختار وهو رمز الصمود والمقاومة والثانية ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا, مشيرًا إلى أنه لا يوجد فرق بين الجرائم التي يمارسها الكيان الصهيوني وما تمارسه قوى الانقلاب من قتل وتذبيح أهلها!!

 

ويتساءل: "إذا صح ادعاء الانقلابيين أنهم جاءوا لنجدة المسيحيين وحماية كنائسهم, لماذا إذن مهاجمة المساجد واعتقال السياسيين, وقصف المنازل, واعتقال العلماء, أي عقل يصدق هذه الأكاذيب وكأن دلجا فجأة أصبحت عقرًا للإرهاب؟ أي إرهاب يقصدون!!

 

ويحذر د. قرقر الانقلابين من اللجؤء للتصعيد الأمني كحل سياسي لأنه لن يزيد الوضع السياسي إلا سخونة وصراعًا، مطالبًا قادة الانقلاب بأن يراجعوا حساباتهم وأن يرفعوا أيديهم عن الجيش ليعود لمهمته المنوط بها وهي حماية الحدود بدلاً من تقتيل الشعب.

 

ويتابع "إن الخيار الوحيد لانتزاع حريتنا هو النضال السلمي، متوقعًا أن تشهد الأيام المقبلة حملات تضييق وإرهاب آمني متزايد, مطالبًا الشعب بعدم التنازل عن مطالبهم بسلميتهم المعهودة, فالانقلاب يلتقط أنفاسه الأخيرة".