- قدر مصر أن تقود الأمة العربية والإسلامية وقوتها عزة للعرب والمسلمين
- أدعو الكويت ودول الخليج إلى الوقوف مع الشقيقة الكبرى مصر قبل غيرهم
- الرئيس مرسي يمتلك شخصية تجعل خصومه يحترمونه في الداخل والخارج
- رئيس مصر عليه مسئولية كبرى بقيادة الأمة العربية والإسلامية والنهوض بها
- قد يكون هناك ضغوط على الخليج لعدم مساندة مصر ولكن إرادة الشعوب ستنتصر
- نستعد لإطلاق 3 شركات داخل مصر برأس مال يتخطى 1.5 مليار جنيه
الكويت- د. مصطفى صلاح خلف:
على أرض الكويت الشقيقة التقينا أحد الشخصيات العاشقة لمصر الداعمة للنهضة الإسلامية العربية أينما وُجدت، إنه مبارك الدويلة المفكر الإسلامي، الذي مثَّل الشعب الكويتي كنائبٍ برلماني مدة عشرين عامًا، ورجل الأعمال وعضو الأمانة العامة للحركة الدستورية الإسلامية الكويتية ورئيس الاتحاد العربي لشركات الاستشارات الهندسية ورئيس رابطة (عبس) العالمية من أعرق القبائل العربية، في حديث لـ"إخوان أون لاين" بسط القول عن العلاقات المصرية الخليجية ورسالته للرئيس محمد مرسي والحكام العرب ومشروعاته الأخيرة الداعمة لمصر في هذه المرحلة والضغوط الأمريكية الصهيونية وأمنياته المستقبلية، فإلى تفاصيل الحوار.
* في البداية.. ماذا تحملون في جعبتكم من استثماراتٍ في مصر؟
** الحمد لله رب العالمين، نحن الآن بصدد إنشاء ثلاث شركات استثمارية وصناعية وتعليمية برأس مال مصري كويتي يتخطى المليار ونصف المليار جنيه للعمل في مصر وقد استطعتُ إقناع بعض رءوس الأموال الكويتية للمشاركة والاستثمار في هذه الشركات، وأتمنى على الله أن تعود مصر قويةً عزيزةً شامخةً حتى يكون هناك أمة عربية وإسلامية قوية.
* وهل تتوقع نجاح المشروع الإسلامي في مصر بعد تولي الرئيس مرسي؟
** بدايات الرئيس مرسي جعلت خصومه قبل مؤيديه يتوقعون له النجاح، والتحدي الآن هو أن يستمر محمد مرسي ولا يتراجع إلى الخلف، والملاحظ الآن للجميع داخل مصر وخارجها هو أن التراجع والتقهقر من نصيب خصوم الدكتور مرسي ومحاربيه، وكل يوم يزدادون ضعفًا ويقينًا أن هذا الرجل سائر في طريقه لا محالةَ.
** بالطبع سيزداد التقارب والترابط بين مصر والدول العربية لأن مواقف الرئيس مرسي منذ توليه رئاسة مصر دفعت حتى خصوم التيار الإسلامي في العالم العربي إلى احترامه وتقديره حتى بعض دول الخليج التي ساندت أحمد شفيق ولم تكن تؤيد الرئيس محمد مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية من الواضح أنها ستعود إلى لغة الصداقة والترابط مع مصر.
* وكيف ترى طبيعة الدور المصري على الساحة العربية؟ً
** مصر قدرها أن تقود الأمة العربية والإسلامية، وأن تكون قلب الوطن العربي وهذه مسئولية ليست سهلة وقد رأينا أن تخاذل مصر عن دورها العربي والإسلامي في العهد السابق قد أدَّى إلى ضعف وتراجع العالم العربي والإسلام بشكلٍ عام، فلا نجاح للعرب إلا بالعرب ولا نجاح للإسلام إلا باتحاد المسلمين، وأتمنى بل وأتوقع أن تعود مصر إلى قيادة الأمة وأن تقوم بدورها الذي سيعود بالخير على الجميع، وعلى الرئيس مرسي أن يتعامل من منطلق أنه قائد للأمة العربية والإسلامية، وهو مؤهل لذلك كما عليه أن ينهض بمصر داخليًّا، وأن يشعر المواطن المصري بأنه أحسن الاختيار وبتطور وضعه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ليكون مشروع النهضة الشامل داخليًّا وخارجيًّا.
مبارك الدويلة |
* يتردد أن هناك ضغوط لإضعاف العلاقات المصرية الخليجية؟
** بكل صراحة لا بد أن نعترف أن أمريكا كانت في الثلاثين عامًا الماضية توجه سياسة دول الخليج إلى مساندة حليفها حسني مبارك، ولا شك أن دول الخليج كانت داعمًا قويًّا لمبارك ومن الممكن أن يتراجع هذا الدعم الآن ومن الممكن أن يكون ذلك بضغوط أمريكية، ولكن الحكمة تتطلب من دول الخليج احتواء مصر قبل أن يحتويها غيرها والشعوب الخليجية تحب وتدعم مصر بقوة، وستضغط على حكوماتها وأنظمتها لدعم مصر وتنفيذ إرادة الشعوب، وعلى دول الخليج أن تدعم مصر بقوة وإلى أقصى درجة لأن مصر الآن بحاجة إلى دعم اقتصادي قوى بعد أن استنزفت ونهبت في العقود السابقة، وعلى دول الخليج أن تحل محل الدعم الأمريكي لمصر لأن سيطرة أمريكا ودعمها للدول العربية جعل مقدرات الشعوب العربية في يد أمريكا، وهذا لا يعني العداء لأمريكا ولكن تفعيلاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية والروابط الإسلامية.
وأتمنى حينما تنهض مصر أن يكون من ساندها في عسرتها هي الدول العربية والإسلامية وليست أمريكا وأوروبا، وأنا على يقين أنه مهما كانت الضغوط الأمريكية على الدول العربية لإقصائها عن مساندة نهضة مصر فإن إصرار العرب على دعم مصر سوف يجعل أمريكا ترضخ للأمر الواقع وتتعامل معه، ومع إرادة الدول العربية التي أتمنى أن تتوافق مع إرادة شعوبها العربية والإسلامية.
* وما رؤيتك لعلاقة مصر مع أمريكا والكيان الصهيوني في المرحلة القادمة؟
** أتوقع أن الرئيس مرسي لن يخرج عن أحكام وضوابط الدين والشريعة الإسلامية في تعامله مع كل الأطراف داخليًّا وخارجيًّا مع علمنا التام بمتطلبات التعاملات السياسة، التي ليست من ثوابت العقيدة، ويمكن التعامل فيها بقاعدة أخف الضررين، وسياسة الرئيس محمد مرسي حتى الآن أراها تدفع أمريكا والكيان الصهيوني إلى الرضوخ للمطالب المصرية وعدم التصادم مع مصر على عكس السياسة الإيرانية على سبيل المثال، التي تدفع في ظاهرها إلى التصادم واللا فائدة بل وتصل إلى عدم الاحترام والعقوبات الدولية.
* السيد مبارك الدويلة لو أردت أن توجه رسالةً للرئيس محمد مرسي.. فماذا تكون فحواها؟
** رسالتي إلى أخي الحبيب فخامة الرئيس محمد مرسي أفتتحها بالدعاء إلى الله تعالى بأن يوفقه ويؤيده ويتولاه وينصره، فنحن نعلم الظروف الصعبة والقاسية التي تولى فيها رئاسة أكبر دولة عربية، ونعلم أنه سيواجه بكثيرٍ من العقبات والعراقيل والكثير من محاولات الإحباط التي إذا واجهت أي شخصيةٍ عادية فقد تهزمها، أما شخصية مثل شخصية الرئيس مرسي مطمئنة بالإيمان وقوية وحكيمة تستطيع هي أن تهزم كل هذه المعوقات وتتعامل مع كل المستجدات والظروف المختلفة، ونحسبه بإذن الله منصورًا.
* وبم توصي الرئيس مرسي؟
** نوصي أنفسنا ونوصيه بتقوى الله (وَمَن يَتَقِّ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)، وكلنا يعرف أن هناك أُطر وضوابط محددة للتيار الإسلامي وللإسلاميين بشكل عام، وعلى الرئيس مرسي ألا يخرج عنها بحجة الظروف أو المواءمة، ونحن على يقينٍ بأن الرئيس مرسي الذي تربَّى في أعرق المدارس الإسلامية لن يخرج عن تلك الضوابط الإسلامية، ونحن كإسلاميين في الكويت نُقدِّر الحرج الواقع على الرئيس مرسي تجاه بعض القضايا ولكن السير في طريق الله هو النجاة، كما نوصي سيادته بألا يجهد نفسه في استرضاء أعداء الإسلام والشريعة؛ لأنهم لن يرضوا عنه كما أخبرنا الله جل وعلا، ولكن هذا لا يمنع أن يعاملهم بالرفق واللين ومتطلبات الواقع والقول اللين كما قال تعالى (لَعَلَّهُ يَذَّكَر أَوْ يَخْشَى)، والسيِر في طريقه على بركة الله، وأقول إن نجاح الرئيس محمد مرسي ليس نجاحًا لمصر فقط ولكنه نجاح لكل الدول الإسلامية ورسالة إسلامية إلى العالم أجمع، وندعو الله أن يكون هذا الرجل صاحب رسالة صادقة خالصة لجميع الدول ولكل التيارات الإسلامية المتزنة والعاقلة في النهوض والنجاح في بلادها وفي العالم أجمع.