- لم أتمالك دموعي عندما أقسم الرئيس أمام الثوار

- رئيس مصر رفع رأسنا بقدومه لميدان التحرير

- الشعب سيسحق كل من يعيق تحقيق مصلحة الوطن

- تأسيسية الدستور مثال للمصالحة الوطنية الناجحة

- رمضان هذا العام سيكون أسعد رمضان في حياتنا

 

حوار- شيماء جلال، سماح إبراهيم:

سيطرت حالة من الفرحة الممتزجة بالبكاء أمس عليه وهو بالميدان.. بكاء النصر والفرحة.. بكاء المتفائل بما هو قادم مع أول رئيس منتخب بإرادة شعبية.. إنه فارس الميدان كما يسميه ثوار التحرير؛ الذي لم يترك الميدان منذ انطلاق شرارة الثورة؛ فكان معها في عسرها ويسرها، في رخائها وشدتها، في حزنها وفرحتها.. إنه الدكتور صفوت حجازي الداعية الإسلامي وأمين عام مجلس أمناء الثورة.

 

(إخوان أون لاين) التقى الدكتور صفوت بميدان التحرير عقب خطاب الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية؛ للحديث حول أول خطاب لرئيس مدني منتخب ثائر من الميدان، وعن استكمال بقية مطالب الثوار بالتحرير، فكان معه هذا الحوار:

* ميدان التحرير شهد يومًا مختلفًا بحضور رئيس جمهورية مصر المنتخب؛ فهل كنت تتوقع أن تشهد هذا اليوم وسط فرحة وتأييد من ثوار الميدان؟

** الشعب المصري كله كان يراهن على د. مرسي رئيس مصر، وما حدث بالميدان في 29 يونيه هو من أعظم الأيام التي شهدتها الثورة.. مشهد اليوم أبكاني للمرة الثالثة في حياتي، فلم أتمالك دموعي حينما صعد الدكتور محمد مرسي ليقسم اليمين الرئاسي أمام الميدان ليعلن تقديره واحترامه لثوار مصر وشهداء ثورة 25 يناير.

 

وقد كانت المرة الأولى التي أبكي فيها يوم 11 فبراير2011م يوم تنحِّي المخلوع لشعوري أن دماء الشهداء لم تذهب هباءً وأن الشعب استطاع انتزاع حريته بسقوط المخلوع والمرة الثانيه كانت يوم إعلان النتيجة الرسمية لانتخابات الرئاسيه وفوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية، ولم يكن فرحي وقتها لشخص د. مرسي وعلاقتي الطيبة معه، بقدر إحساسي بالانتصار وهزيمة عناصر النظام البائد وقطع دابرهم.

 

* بم شعرت بعد أن جاء رئيس مصر المُنتخب بإرادة شعبية اليوم إلى ميدان التحرير وألقى قسم رئاسة الجمهورية لجموع الثائرين؟ وكيف شاهدت الفرحة في عيون الثائرين بالميدان؟

** شعرت بعد خطاب الرئيس في التحرير أنه "طوَّل رقبتنا"، وقال ما أريد أن أتحدث به، فالخطاب أثبت أن الرئيس يقدر الجميع، كبارًا وصغارًا، نساءً وشبابًا، والشعب المصري بجميع قطاعته ومؤسساته وطاقته البشرية، وبخطابه اليوم؛ أثبت لنا أنه من السهل أن ترجع عزتنا وكرمتنا مرةً أخرى بعد أن تمَّ وأْدها قرابة الثلاثين عامًا السابقة.

 

* البعض يقول إن الإخوان سيغادرون الميدان وإن الرئيس يتنازل عن مطالب الثوار بإلقاء قسمه أمام المحكمة الدستورية العليا؟

** هذا غير حقيقي بالطبع، لم ولن نغادر الميدان حتى نستردَّ سلطة الشعب بانتزاع صلاحيات رئيس مصر المنتخب من المجلس العسكرى بإلغاء الاعلان الدستورى غير المكمل وعودة مجلس الشعب ليمارس مهامه التشريعية المنوطة به، وبالنسبة للقسم فقد أقسم أمام شعبه بالميدان ثم أمام نوابه بجامعه القاهرة.

 

* شهدت الأيام الماضية حالة من التوافق والمصالحة الوطنية خلف د. مرسي، فهل ستستمر هذه الحالة التوافقية أم ستنقشع بمجرد إلقاء اليمين وبدء مسئوليات الرئاسة؟

** إن شاء الله ستستمر وسنثبت بالأعمال لا بالأقوال أن د. محمد مرسي رئيس المرحلة من خلال تشكيل حكومة ائتلافية من الشعب المصري بكل فصائله دون إقصاء لتيار دون أخر، وهي بالفعل مصالحة وطنية تجمع كل القوى الوطنية لتحقيق مصلحة مصر.

 

* شاهدنا جلسات الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور كما تابعنا حكم المحكمة بتأجيل حلها، فما هي توقعاتكم لسير عملها في كتابة دستور مصر بعد الثورة؟

** أتوقع أن تنجز الجمعية التأسيسية الدستور في وقتٍ سريعٍ، ولكني أرجو أن يكفَّ كل المغرضين والحاقدين والمتأمرين، وأن يتم التراجع عن بث روح الإحباط واليأس وترويج شائعات من شأنها توصيل رسالة؛ مفادها أن اللجنة لن تعبر عن طموحات الشعب في التغير؛ وذلك لأن الشعب سيسحق كل من يقف في طريق إصلاح الوطن.

 

* أعلن المجلس العسكري منذ يومين أنه لا تنازل عن الإعلان الدستوري المكمل؛ فما موقفكم؟!

** إن المجلس العسكري لا يمثلنا؛ فليقل ما يريد قوله، والرئيس هو من يقرر ما يريد، وذلك بالرجوع الي الشعب الذي خرج لاسترداد حريته كاملةً غير منقوصة ومعه كل الصلاحيات.

 

قرار صائب

* لقد صرح رئيس مصر بأنه لا "لأخونة" المؤسسات؛ فكيف ترون هذا الموقف؟

** بالطبع قرار صائب، لا بد أن يكون منهجنا هو العمل، فأهل الخبرة يجب تقديمهم دومًا على أهل الثقة، لا نريد تخريبًا جديدًا، أو استيلاءً على الدولة و"أخونة" أجهزتها، والمناصب تولَّى بالكفاءات وليس المحسوبيات.

 

* وما الرسالة التي تُريد أن توجهها إلى المجلس العسكري ونحن في آخر يوم لتسليم السلطة لرئيس مصر المنتخب؟

** أقول للمجلس العسكري: يجب أن تسمع وتطيع كما تعلمت في العسكرية المصرية وتسلم السلطة كاملةً لرئيس مصر دون مماطلة.. ارجع إلى ثكانتك واحمِ حدود بلادك فهذه مهتمك.

 

* أخيرًا.. أيام قلائل ويهل علينا شهر رمضان مبارك.. صف لنا شعورك بقدوم هذا الشهر الكريم مع وجود أول رئيس منتخب مدني؟

** شعور لا يوصف، سيكون أسعد رمضان سيمر على بلادنا الحبيبة في ظل وجود أول رئيس مصري مدني منتخب.