تأتى الفضائح الأخلاقية لمناصرى الانقلاب تترى؛ لتؤكد أن العسكر ما كان لهم أن يتموا انقلابهم إلا بأمثال هؤلاء الفاسدين، فما جرى إن هو إلا مقايضة بين هؤلاء وهؤلاء؛ العسكر ينقلبون على الشرعية واختيارات الشعب، والفاسدون يظلون فى فسادهم شريطة أن ينصروا الانقلاب ويدعموا قادته..

 

وهذا الاتفاق الجنائى، أو المقايضة، شمل: علماء سوء، فنانين وفنانات، قضاة، ضباطًا، رجال أعمال.. إلخ، وكلٌ يعمل على شاكلته، فعالم السوء أخلد إلى الأرض واتبع هواه، وأبى إلا أن يكون مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، فأقسم أحدهم أن الله ناصر الانقلابى ومعاونيه، رغم علمه أن هؤلاء قتلة محاربين لدين الله، ارتكبوا الموبقات جميعًا من أجل إتمام انقلابهم، ولم يكتف هذا (العالم!!) بذلك بل شجع على القتل، وحرّض على التنكيل بالصالحين واصفًا إياهم بأوصاف لا تليق بالبشر..

 

و(عالم!!) آخر قال بنبوة السيسى وإبراهيم، نافيًا ختام الرسالات بمحمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن الله اختص المصريين بهما كما اختص بنى إسرائيل بموسى وهارون.. و(عالم!!) ثالث طاعن فى السن أبى الله إلا أن يسوِّد صفحته قبل أن يأتيه الموت.. قال: إن بنات الإخوان يراودن ضباط الشرطة فى المظاهرات عن أنفسهم، ويبدين لهم من عوراتهن ما يدعو الضباط إلى التحرش بهن -قبحك الله من متهتك مأفون.

 

وإذا كان هذا هو حال (العلماء!!) من عداء للشريعة والشرعية، فما بالك بالفنانين والفنانات، ولاعبى الكارتيه ورجال الأعمال والضباط والقضاة والإعلاميين والمسئولين فى الدولة؟!.. وكلهم أصحاب مصلحة فى أن يستمر الفساد ويدوم الفحش وتنتكس راية الفضيلة؟!..

 

لذلك لم أستغرب مما ننشر عن فنانة مؤيدة للسيسى بشدة، أتت من أمريكا وفى يدها طفلان ولدتهما هناك، ادعت أنها حملت بهما من زميل لها -أنكر بشدة ادعاءها- وقد سوقت بنفسها هذه الجريمة على جميع وسائل الإعلام دون حياء.. وأخرى رأيناها ترفع عقيرتها فى ميدان التحرير يوم 30/6 تهتف باسم العسكر، ضبطت مؤخرًا -مع صديق لها!!- يتعاطيان المخدرات فى وكر من أوكار الرذيلة بالزمالك.. وغيرهما كثيرات.

 

وتابعنا -مؤخرًا- ما فعله مدرب الكارتيه، الذى طالعنا صوره وقد وضع على صدره -مفتخرًا- صورة السيسى.. وقرأنا ما فعله هذا الفاسد مع زوجات لأزواج من مؤيدى الانقلاب.

 

هذه إذًا عينة من أخلاق مناصرى الانقلاب؛ من أجل هذا نؤكد استحالة استمرار هذا النظام العسكرى الفاشى، القائم على أمثال هؤلاء الفسدة، فالله لا يصلح عمل هؤلاء، وهو لهم بالمرصاد، وبمرور الأيام سوف تزكم فضائحهم الأنوف؛ ذلك لأن بأسهم بينهم شديد، وأنهم يتبعون أهواءهم، وهم بعيدون كل البعد عما نسميه (المصلحة العامة)، فهم لا يعرفون إلا مصالحهم، وإذا تعارضت هذه المصالح مع مصالح الآخرين ارتكبوا فى سبيل ذلك جميع الجرائم وكافة الموبقات.

 

يظن الانقلابى أن مشاهد التاريخ ثابتة لا تتغير، فهو يحاول تقليد ما جرى فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى بحذافيره، وأعماه الله عن التطورات الهائلة فى عقول البشر وفى وسائل الاتصال وحقل السياسة.. لقد استعان العسكر الذين سبقوه بسقط متاع البشر لتأييدهم ولتشويه صورة كل من يعارضهم من أبناء الشعب، وقد نجحوا -فى زمنهم- إلى حد كبير، رغم ما ترتب على ذلك من تخلف مازلنا نجنى ثماره المرة، والانقلاب الأخير أحد هذه الثمار.. غير أن محاولة تكرار التجربة الآن سوف يكلف البلد الكثير والكثير، كما نرى شواهده الآن، ففضلا عن التخلف على المستويات كافة، هناك انقسام حاد داخل المجتمع ما رأينا مثله من قبل، يكاد يتحول إلى حرب أهلية.. وفى اعتقادى أن الأمور لن تستقر إلا إذا عاد حق الشعب الذى سُرق بالإكراه، وإلا إذا اقتنع العسكر أن الوقت ليس وقتهم والزمان غير زمانهم.

 

ويبقى الواقع المرير: أن شعبنا صار شعبين؛ شعب له قيم وأخلاق وعقيدة ومبادئ، وشعب آخر فاقد للقيم والأخلاق، يستحل الحرام ويفعل المنكر من أجل مصلحته التى تشمل المنصب والمال واللذة.. وهذا يتطلب من الشعب الأول تضحيات بلا حدود، كما يتطلب صبرًا طويلا.. واستعانة وتوكلا على الله قبل كل شىء.